أرشيفية عن الشبكة
المقالة

من دستور العملية التعليمية.

في التعليم الأساسي .. العملية التعليمية على مدى نجاحها يتحدد نموذج رجل المستقبل،واستيعاب شروط هذه العملية ليس بالأمر الصعب إذا توفر لها: 

أرشيفية عن الشبكة
أرشيفية عن الشبكة

الشرط الأول والحاسم في نجاح العملية التعليمية أن يكون التلميذ مشاركا فيها وهذا يعني أن مصادرة قدراته العقلية أو الاستهانة بتأثيرها في تنمية معارفه ووعيه لن تجعل منه رجلا يساهم في بناء مستقبل بلاده،وعندما نقول مشاركا فيها نعني التوقف نهائيا عن تكليفه بالواجبات البيتية كي يصبح الفصل هو البيئة الأولى التي يتفاعل فيها التلميذ مع المعلم ومع التلاميذ، تلقينه ما هو موجود في الكتاب،المعنى أن يكون هو المتسائل الأول والمشارك الأول لأن عقل المعلم يجب أن يكون خادما لأسئلة التلميذ بالشرح والتوجيه والتفسير دون أن يحدد مسارات معينة يقرر هو من أين تبدأ وأين تنتهي،هذه المسارات،وهذا يعني إفساح المجال امامه للكشف عن اهتماماته ومهاراته التي تكشف عن نزعاته العلمية والأدبية بل وحتى نزعاته وميوله الاجتماعية بجوانبها المتعددة وقبل كل شيئ عن أسئلته لأن عقله في هذه المرحلة التعليمية يبدأ في مواجهة أسئلة كثيرة ويهمه أن يجد من يستمع إليها ويشاركه التفكير فيها،،وهنا وجب التنبيه إلى أن ما يسمى بالمنهج المقرر ليس قرآنا وصراطا مستقيما،وعلى المعلم أن يتعامل معه باعتباره مرشدا مساعدا يرفض طريقة الحفظ والتلقين التي يخصع لها المعلم في تدريس المنهج المقرر،ملكة التفكير لا ملكة الحفظ هذه هي المادة الأولى في دستور العملية التعليمية إذا أردنا إعداد مواطنا صحيح العقل للمستقبل.

الشرط الثاني أن إبقاء العملية التعليمية سجينة فضاء المدرسة يؤدي إلى حرمانه من التفاعل مع محيط حياته الخارجي بوجهيه الاجتماعي والعلمي.

الشرط الثالث أن الطبيعة بمدلولها الشامل هي المدرسة الأولى التي يجب على العملية التعليمية أن تتوجه إليها وتبدأ منها لأنها المصدر الذي تستقي منه الكتب كل معلوماتها ويحصل منها التلميذ على أجوبة لأسئلته العلمية.

الشرط الرابع أن النشاط الجمعي عامل إثارة للمبادرة والتنافس المعرفي،وهذا يعني أن النشاط التفاعلي بين التلاميذ في المهرجانات والمسابقات والأنشطة الثقافية والعلمية من شأنه أن يحفز عقل التلميذ على إنتاج أسئلة تساعده على إثبات جدارته بأن يكون له وجود مميز في مجتمعه الصغير وهي المدرسة كما في مجتمعه الكبير وهو المجتمع. 

الشرط الخامس: إن التفاعل بين التلاميذ فيما بينهم داخل الفصل وتفاعلهم مع المعلم هو الذي يؤدي إلى فهم الموضوع بأبعاده العلمية والاجتماعية وهذا يعني عدم جدوى تكليفهم بالواجبات البيتية إلا بعد مناقشتها في الفصل,وفي هذا السياق نعتقد بأن شرح النص وتبادل الأسئلة حوله بين التلاميذ هو ما يجب أن يركز عليه المعلم لما له من مردود مباشر على عقل الطفل ووجدانه أما تكليف التلميذ بحفظ النص فلن يكون إلا عامل إقصاء بين التلميذ والنص.

الشرط السادس: على المعلم ألا يكتفي بالمنهج المقرر،بل عليه أن يضيف إليه من معرفته وثقافته وخبرته ما يضيف إلى عقل التلميذ وعيا أشمل بمعاني وغايات ما تشرحه ويهدف إليه ما ورد في المقرر.

الشرط السابع: العملية التعليمية ليست اختبارا اجباريا تحدده درجة للنجاح وأخرى للرسوب،هي فقط مساعدة التلميذ لمعرفة قدراته الحقيقية وتوظيفها للكشف عن قرات أخرى ومعرفة أخرى، ولهذا نقول بعدم جدوى امتحانات آخر العام لمعرفة هذه القدرات واعتبارا واعتبارها دليلا على مواقع والأوائل.

الشرط الثامن: وهو المعول عليه في إنجاح العملية التعليمية أن يتولاها معلم مؤمن بفعلها وأهدافها وله من الثقافة والوعي ما يؤهله بفعلها باذلا في سبيل إنجازها كل جهد عقلي ونفسي من أجل أن يؤكد أن المعلم ” كاد أن يكون رسولا ” وإلا فإن كل شيء يعود إلى بدايته.

هذه مقدمة لكتاب أعده لتلاميذ الصف الرابع في القراءة والتعبير والمطالعة،يسعدني كثيرا الاستفادة من آرائكم

مقالات ذات علاقة

إن لم تروِ فسوف أقتلك!

إبراهيم الكوني

إذاعة المملكة الليبية

فاطمة غندور

صَحافة زازيَة *

سعاد سالم

اترك تعليق