خاص – بلد الطيوب
بعد مخاض عسير يستقبل الوسط التشكيلي العربي غدا الأحد الثامن و العشرون من شهر أكتوبر الجاري وليدته البكر أوكر، و ذلك بعد مخاض عسير استمر لمدة 6 أشهر متواصلة من محاولات خجولة لإعلان الصرخة الأولى التي ترقبها أهل الفن التشكيلي وأساتذته و نقاده من مختلف البلدان العربية، حيث قام مجموعة من الرسامين والفنانين التشكيليين بحفر الأخاديد الأولى لأوكر وذلك بالتعاون مع عدد من كبار الفنانين والنقاد التشكيليين والصحفيين المهتمين بالشأن التشكيلي.
ترأس التحرير رسامة الكاريكاتير الصحفية “منى بن هيبة” من ليبيا، وهيئة التحرير تتألف من: مستشار التحرير/ الفنان والناقد خالد خضير الصالحي من العراق، سكرتير التحرير/ الفنانة التشكيلية عروبة حميد من العراق و3 محررين هم: الفنان والكاتب علي إبراهيم الدليمي، الفنانة التشكيلية والشاعرة التونسية لمياء العلوي، الصحفية السورية نور نديم عمران، في المراجعة اللغوية نجد الصحفي التونسي والشاعر القدير أ.بو بكر عموري، أما في الإخراج فكان بلمسة أنيقة للصحفي والشاعر الليبي القدير أ.محمد المزوغي الذي عاد للإخراج من خلال أوكر بعد توقف استمر ﻷكثر من 4 سنوات.
إن أوكر هي فكرة وليدة الشهور انبثقت عن الحاجة لوجود منشور ورقي يهتم بالفنان التشكيلي العربي ويسهم و لو بجزء بسيط في نقل أعماله للمتلقي أينما كان وحيثما وجد، وبحسب علمي أن أوكر هي أول مطبوعة ورقية تعنى بالفن التشكيلي تجمع كل العرب، واقترحت أن تكون صحيفة ورقية والكترونية مختصة في الفن التشكيلي مؤلفة من 12 صفحة تضم كل ما يندرج تحت مسمى الفن التشكيلي من رسم و تصوير فوتوغرافي ونحت وخط عربي وتصميم ونحوها، جاءت فكرتها امتدادا للقصاصات التي نطالعها بين الحين والآخر عبر عبر الصحف التي تفرد مساحات بسيطة للفن التشكيلي، ولكن لا تمنح للوحة الفنية فرصة الظهور الكبير عبر صفحاتها وفي بعض الأحايين كثيرا ما نرى مقالا حول الفن التشكيلي يشدك كقارئ لكنك سرعان ما تنتبه للنقص المتمثل في عرض الأعمال الفنية التي من المفترض أن يذيل بها النص، كما أن الفن التشكيلي لا يلقى اهتماما واسعا لدى الجهات الإعلامية المقروء منها أو المسموع على حد سواء، و لقد عرضت الفكرة الخجولة على عدد من الزملاء في الوسط التشكيلي و قد احتضنوها مما شجعني على طرحها أمام الجميع، و لقد رفعنا دعوة لعدد جيد من الفنانين التشكيليين للمساهمة معنا في إثراء المطبوعة التي أردناها أن تكون نافذة نطل من خلالها على اللون، و نفتح من خلالها آفاق أوسع و أرحب في نشر هذا الفن والتعريف به وبمدارسه والارتقاء بالذائقة البصرية والتذوق الجمالي للأشياء من حولنا، بالإضافة إلى نقل نشاطات وأخبار الفنانين التشكيليين للساحة الثقافية عن طريق التعريف بالفنانين وبأعمالهم.
إن هذه المطبوعة طبعا تعتبر رهينة الظروف المادية فكما نعلم بأن الفن التشكيلي يعتمد على اللون وهو بالضرورة يحتاج إلى معايير عالية للتنفيذ من حيث نوعية الورق لضمان جودة الصورة وحتى لا نبخس الحق الفني للوحة أي فنان، وبعد إتمام الإجراءات القانونية الخاصة تمكنا من الحصول على رخصة من قبل الهيئة العامة للثقافة والإعلام والمجتمع المدني والذي بموجبه تمكنا من مزاولة النشاط الصحفي، وانطلقنا من العدم بفضل الله ثم بفضل جهود الخيرين من أبناء الوطن العربي.
لقد حددنا عيد الفطر موعدا لإطلاق هذه الدورية لكننا لم نفعل و ذلك إيمانا منا بأن الناس لا ينظرون إلى الوقت الذي ينجز فيه العمل بل ينظرون إلى خلاصته و جودته دائما، و لأن الأمر كذلك لم نرد الاستعجال في الانطلاق حتى نقف على قاعدة سليمة و أرضية صلبة تضمن لنا البقاء فالاستمرار أصعب بكثير من الانطلاق.