السبت, 29 مارس 2025
المقالة

الدراما الليبية..  تصنع وتمثيل

مسلسل السيرة العامرية
مسلسل السيرة العامرية

عندما تشاهد الدراما الخارجية بكل أشكالها وأنواعها، ومنها التاريخية، عربية أو إقليمية وحتى عالمية، وتقارنها بما يسمى دراما ليبية، وفي مقدمتها الدراما التاريخية ماضيا وحاضرا، تشعر كأنك تقارن بين دوري أبطال أوروبا ودوري إحدى البلدان العربية ومدى الفرق بينهما..

فالأولى تجعلك تعيش التاريخ بتفاصيله وعصره شكلا وكلاما ولبسا ومكانا إلى حد كبير، حتى إنك قد تنسى العصر الذي تعيشه أحيانا.. والثانية لا تعرف لها زمان ولا مكان ولا عصر شكلا وكلاما ولبسا.. فلا هي تقربك من تاريخ المرحلة المقصودة ولا تعيشك العصر الذي تنتمي إليه.. وما فيش حد يقول آهو محاولات وبداية وغيرها من كلام عاطفي شبعنا منه في كل المجالات.. فنحن اليوم في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين وفي زمان تجاوزت فيه الدراما كل البدايات والتجارب وغيرها، حتى يمكن أن نجد العذر بحجة تجارب وبداية طريق وغيرها.. لان الفضاء المفتوح للقنوات يقدم مقارنة بعيدة كليا فيما بينها وليس الامر مجرد ملء ساعات بث للقنوات باسم دراما تاريخية او حتى غيرها مازالت خارج الزمان والمكان حتى مقارنة مع أقرب الدول لنا.. والتي يمكن القول إنها بدأت معنا إن لم تكن متأخرة عنا، وهنا طبعا لا أقصد دولا مثل مصر وسوريا لبنان فتلك قصة اخرى.. فقط مجرد مقارنة مع الدراما الخليجية والأردنية والتونسية وحتى السعودية، التي يمكن القول إنها دخلت على المجال مؤخرا والتي اصبحت تقدم ما يشد المشاهد ومنذ سنوات بكل انواع الدراما.. فيما نحن مازلنا نصف ما نقدمه بالتجربة والجديد وغيرها من كلام تجاوزه الزمن.. وهو الامر ذاتها يكاد يتكرر في جل المجالات والأمر ذاته يمكن اعتماده في مجال الدراما الليبية البعيدة عن المنافسة والحضور كليا حتى اليوم.. وان كنت لا أنسى انها يوما كانت تسير على الطريق بكل قوة خاصة حتى منتصف ثمانيات القرن الماضي فتلك الفترة وما قبلها يمكن اعتبارها مرحلة النجاح والسطوع الفني حقا..

أما ما جاء بعدها فحدث ولا حرج، مجرد هرطقات وادعاءات لا علاقة له لا بدراما ولا فن ولا هم يحزنون، لتبقى مجرد محاولات كما يصفها كل من يدافع عنها بقوة.. حتى إنها وفي سنوات ماضية أصبحت تشعرك ان الممثل نفسه يمثل على نفسه وعلى من يشاركه العمل قبل التمثيل على الاخرين من مشاهدين وغيرهم.. فلا يشعرك بتقمص أدوار ولا حبكة درامية ولا حوار منطقي ولا حتى علاقة بالواقع المعاش المفترض انه يتناوله من خلال هذه الاعمال الوهمية التي اخر ما يمكن ان نطلق عليها انها ادرما وفن اصلا.. فهي مجرد محاولات لتقليد الاخرين وتصنع في العمل لا يشعرك باي معنى ولا قيمة لتمثيل ولا ممثلين.. بل حتى اسماء المدن والمناطق تكاد تكون ممنوعة في يوم من الايام فتجد كل التسميات تبنى على المجهول..

طبعا دون ننسى غياب القصة المتكملة والتي يمكن الاعتماد عليها لتكون مناسبة لصناعة دراما حقيقية وسيناريو قوي يقدم القصة بالشكل المناسب دون ان ننسى الاخراج الضعيف جدا ام المونتاج فحدث ولا حرج.. وهو ما يعنى ان الممثل ليس لوحدها المسؤول عن الضعف الدرامي المحلي لكنه يبقى المحور الاساس في كل ذلك خاصة عندما يتم الاستعانة بشخوص وافراد لا علاقة لهم لا بتمثيل ولا موهبة لديهم فقط بعلاقات شخصية او لغياب المواهب الحقيقية خاصة في العنصر النسائي.

وهذا الكلام لا يعني انه لا يوجد ممثلين لهم المقدرة والموهبة فعلا ولكن ليس بذلك القدر والعدد الكافي وخاصة واكررها مرة اخرى في العنصر النسائي حتى اصبح يتم الاستعانة بالكثير منهن دون أي موهبة او علاقة بالمجال الفني فقط مجرد صراخ وتعابير خارجة عن النص ولا علاقة لها لا بتمثيل ولا دراما الا التمثيل على النفس والمشاهدين ان كان هناك مشاهدين اصلا..

يضاف الى ذلك انه وفي ظل عدم مقدرة القنوات العامة والرسمية على تقديم برامج ومسلسلات جديدة تكون قادرة على المنافسة وسط العدد الهائل من الفضائيات الليبية الاسم خارجية التمويل وغيرها من قنوات عربية اعتقد ان اعادة العديد من البرامج والاعمال الدرامية والمسرحية القديمة خاصة لقناة الوطنية صاحبة الارشيف الكبير مثل مسلسلات الهاربة.. مقادير.. المنحرفون.. السوس فندق البخلاء وغيرها من مسلسلات قديمة

ايضا مسرحيات مثل الخنافس.. بيت العيلة.. نوارة.. والكثير من الاعمال المنفذة في ثمانيات القرن الماضي وما قبلها عندما كانت الدراما دراما فعلا ويمكن ان تدخل المنافسة لو استمرت على ذلك المنوال قبل ان تتحول الى تمثيل داخل تمثيل وصراع لإثبات السلطة والسيطرة للمشاركين فيها بطريقة فجة لا دراما ولا فن فيها والتي جعلت الكثير منها بعد ذلك تخرج عن المسار وتتحول لدعاية واعمال لا معيار لها ولا قيمة وان كان الامر ليس هنا المجال لتقييمها لكن اعادة اعمال ما قبل الثمانيات سيكون خطوة ناجحة لتعريف الكثير ممن لم يعيشوا تلك المرحلة بإعمال ليبية وفنانين ليبيين كانوا يوما يمكن ان يكون لهم مكان اضافة الى بعض الاعمال المشتركة عربيا مثل الامانة وغيرها فهل نشاهد ذلك ام هناك فيتو او انها اصبحت لا وجود لها بأرشيف القناة ..

مقالات ذات علاقة

من وحي اليوم العالمي للكتاب

المشرف العام

رواية التبر .. توطين سرد الصحراء

مفتاح العماري

صوت جديد

خيرية فتحي عبدالجليل

اترك تعليق