الخميس, 13 فبراير 2025
متابعات

قراءات احتفائية في كتاب من ذاكرة الأيام لعبد الرحمن أبو توتة

ندوة ثقافية لتقديم قراءات انطباعية عن كتاب (من ذاكرة الأيام – سيرة شبه ذاتية)

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون ندوة ثقافية لتقديم قراءات انطباعية عن كتاب (من ذاكرة الأيام – سيرة شبه ذاتية) الصادر عام 2022م عن دار الحكمة للنشر للدكتور”عبد الرحمن محمد أبو توتة” أستاذ القانون الجنائي بكلية القانون جامعة طرابلس، وذلك في إطار موسم الجمعية الثقافي لعام 2025م باستضافة من المركز الثقافي القبة الفلكية بطرابلس مساء يوم الثلاثاء 28 يناير الجاري، وأقيمت الندوة تحت إدارة وتقديم الكاتب “مفتاح قناو“.

بصمات أبو توتة المؤثرة
وقد استهل الحقوقي الدكتور “عمر الحباسي” أولى المشاركات إذ أشاد بمكانة الدكتور عبد الرحمن أبو توتة في مجال العمل القانوني والوسط الأكاديمي علاوة على مسيرته في العمل القضائي والسلك الدبلوماسي مشيرا إلى بصماته المؤثرة لدى محيط الفكر القانوني، وموضحا بأن ترك أبو توتة لعمله كرئيس للمحكمة العليا نتج عن موقف وطني اتخذه الدكتور أبو توتة نظرا لما تعرّض له من ضغوط سياسية تجاه قضية أراد لها النظام السابق أن تُنقض من قبل المحكمة العليا، وقد حُكمت بالبراءة في محكمة الجنايات ما أدى لاقصائه عن رئاسة المحكمة العليا آنذاك ليتقلد لاحقا منصب سفير ليبيا بدولة كندا، ولفت الدكتور الحباسي أن المطلع على كتاب أبو توتة المُحتفى به سيجد سردا أدبيا رفيعا وراقيا لمرحلة الطفولة بمنطقة سوق الجمعة والمسميات والحاجيات ومراحله الدراسية المختلفة وتابع الدكتور الحباسي أن كتاب من ذاكرة الأيام رسّخ قيمة أديب أريب في مجال الرواية والقصة والذاكرة فضلا عن كونه أستاذا لعلم القانون الجنائي.

انسجام السيرة الذاتية مع سيرة الوطن
فيما لفت الدكتور المبروك شويّة خلال مشاركته أن عبد الرحمن أبو توتة أحد أبرز رجالات القضاء النموذجيين في الوقت الذي تقوقع فيه البعض من رجال القانون والأكاديميين والقضاة وحتى المحامين تزامنا مع تدني خطابهم وتماهيه مع خطاب الشارع وتجاهلهم لحاجة البلد لمن يتكلم ويكون أريبا فطنا يمسك بقلمه ويرسم عبارات دقيقة تجسد تجربته ورؤيته رأينا الدكتور عبد الرحمن أبو توتة ينبري ليكتب، ولازال يملك قلما رشيقا، ويرى الدكتور شويّة أنه عندما تنسجم سيرة الرجل وأعماله وما يحتاجه وطنه مع خدمة يراها واجبة عليه لا يستطيع وصف سيرته بالذاتية فسيرته قد تماهت مع سيرة الوطن وتطور الوطن عبر مراحل مختلفة طرحها وتناولها الدكتور أبو توتة بين دفتيّ كتابه، وعلل الدكتور شويّة سبب عنونة مؤلف الكتاب بسيرة شبه ذاتية إلى أن الدكتور أبو توتة أراد بذلك إبراز محطات من حياته خدم فيها وطنه دون مِنّة أفضل فضل فهذا الكتاب يؤرخ لمرحلة تطور هذا الوطن.

محطات زاخرة بالكد والجد والمثابرة
كما شارك الكاتب والناقد يونس شعبان الفنادي بورقة انطباعية عن الكتاب المذكور آنفا يصفه فيها بالرحلة السيرية الممتعة المكتظة بمشاعر النوستالجيا والحنين للبواكير، ويضيف الفنادي أن أسلوب أبو توتة قد امتاز بالسلاسة والتتبع التاريخي لمحطاتٍ زاخرة بالكد والجد والمثابرة في ظل ظروف اجتماعية قاسية أثمرت سموا في الخلق، ورفعة في العلم، ومحبة في المحيط الاجتماعي، وتابع بالقول: إن هيمنة الأماكن في منطقة سوق الجمعة أخترقتني بماضوية عناصرها ممثلة في السواني، والعادات بكل طقوسها، وأسماء شخصياتها وأعلامها وصفاتها، ويرى الفنادي أن كتاب من ذاكرة الأيام كشف عن. سيطرة حالة النوستالجيا وهيمنة الحياة الماضوية على الدكتور عبدالرحمن أبو توتة منذ العتبة الأولى المتمثلة في غلاف الكتاب باختياره لصورة (بير السانية) البئر العربي ذي الجناحين المتقابلين المتصلين ببعضهما في الأعلى، وأشار الفنادي إلى أن هذه الصورة الفوتوغرافية القديمة التي ربما تكون صورة حقيقية لبئر سانية أسرته تشي بأن الدكتور عبدالرحمن أبو توتة لم يغادر بيئة ذاك العالم الشخصي بكل ذكرياته ومكوناته المادية العمرانية والوجدانية، ولم يتعالى أو يتكبر عليه حتى بعد حصوله على أعلى الدرجات العلمية في مجال القانون.

الوصف المشهدي لسيرة أبو توتة
من جانب آخر كان للدكتور مفتاح إغنية مشاركة أيضا بيّن فيها أن قراءة أي سيرة ذاتية لها خصوصية كونها تهبك مشهدية متكاملة تغريك بأحداثها، وأنت تعدو بين الصفحات متتبعا خطى الكاتب بشغف ولهفة وكأنك في رحلة كشفية، وأضاف الدكتور إغنية بأن أبو توتة في سيرته الذاتية نقف على حالة اندماج الإنسان الريفي بالطبيعة بالأرض بالأم كلها مثلت ضميرا جمعويا جاء في أسلوب أدبي شائق ومتسق في مقصده ومضمونه، وأردف الدكتور إغنية : إن كتابة السيرة يعد تجربة حياة تولدت من فكرة القلق والنضج، وهي كتابة أنتجت ترجمة للذات فهي ليست إخبارية بقدر ما هي رمزية ولدت بعد مخاض الذاكرة وانبثاق الفكر، ويوضح الدكتور إغنية أن أبو توتة يتحدث عن تجاربه وخفايا نقسه، كما يعتقد الدكتور إغنية أن سيرة أبو توتة تجد لدى القارئ والمتلقي آذانا مصغية فبتأملي في روح هذه السيرة شبه الذاتية وجدت في ثناياها تجسيدا للهوية الوطنية، ويؤكد الدكتور إغنية بأن كاتب سيرة من ذاكرة الأيام يبهر القارئ برمزية الإنسان والأرض ما يُضفي عليها القداسة ويخلع عليها عباءة العرفان فالكاتب يتماس مع أدب الرحلات من خلال اعتماده على الوصف المشهدي كرحال يطوف أرجاء المعمورة.

مقالات ذات علاقة

الفسحة تناقش أدب الحروب بمركز وهبي البوري

المشرف العام

“وصال”.. معرض منحوتات خشبية للفنان الليبي عبد الله سعيد

المشرف العام

تعرف على المكرمين بجائزة «صوت الخير» للعام 2017

المشرف العام

اترك تعليق