لا أعرف لوناً آخر لدم
وظيفة أخرى للحفر
ولغة موازية للانتحار من فوق البنايات العالية
وبينما تتحدثين
أفكر في الألوان البعيدة
الألوان المُعتقلة خلف ضحكات العشب
وفي تجاويف أشد الكهوف عتمة وبرودة
هناك نقر على أصابع البيانو
كقطرات المطر فوق عظام حيوان نافق
أفكر في رحيق اللون
كيف يذوب تحت جلد
الذين لن يعودوا
بينما تتحدثين
تنهار زنازين في هذا العالم المتغطرس
تولد نوافذ تحت وسائد الذين توقفوا منذ زمن عن الحلم
لا أعرف لوناً آخر للخسارة
للموت بسبب أمراض تافهة
والركض خلف الأغاني الحافية
بينما تتحدثين
تتساقط الملائكة من أكتاف الفقراء
ينتشر شبق العنب فوق العرائش
وتبدأ أشجار الظل في سرد حكايات النور
لا أعرف لوناً آخر لنكهة النهد
ملمس البطن
ورائحة البنفسج خلف الأذن
لا مجد في الرايات العالية
الجسد المنهار من اللذة
يُفكك ألغام الوعي
يضبط البوق لجيل جديد من ملائكة الموت
يزرع تحت السرير جثثاً لامعة
وينسحب بهدوء
قبل أن يحين وقت المشهد الأخير
العالم كان منهاراً قبلكِ ..فلماذا شيدتي له دموعاً ؟!
المنشور السابق
المنشور التالي
سراج الدين الورفلي
سراج الدين الورفلي.
مواليد 30-7-1984 تونس.
خريج كلية العلوم ، قسم الرياضيات، جامعة قاريونس. ماجستير إدارة أعمال - جامعة التكنولوجيا الخاصة بتونس.
موظف إداري في الشركة العالمية لخدمات الكهرباء.
فائز بالترتيب الاول لمسابقة سيلكما في الشعر 2017 (دورة الشاعر مفتاح العماري).
بالاضافة لملشاركة في كتاب (شموس على نوافذ مغلقة).
صدر له: ديوان خمسة توابيت لستة رجال، وديوان كاريزما الموت، الفائز بالترتيب الأول في جائزة عفيفي المطر للشعر.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك