طيوب عربية

اسألني

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي
من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

اسألني
كيف كان فمي نَرْداً
باعكَ ربحَ القَصائد
على مَوائدَ مفلسةٍ؟

اسألني
كيف كان قلمي جسراً
لجنودِكَ الفارِّين
من مِبْراةِ العُزْلة؟

اسألني
كيف كان صوتي غيمًا
أهدى صغارَ التَّرانيمِ
لمسامعِكَ المُقْفِرَة
وكيف يعرقُ الشُّباكُ
بدُعاء السَّتائرِ
في هُطُولِ أقمارٍ خاصمَها السَّهر؟

اسألني
كيفَ كان انكساري
والخواتمُ تَلْتَمِعُ في أصابِعِهِنَّ
وهُنّ يَحْبَلْنَ بالمواسمِ كُلِّها ..
بالألوانِ كُلِّها ..
وأحشائي تُقيمُ زِفَافَ الخَواء
بزغاريدَ مؤجلة!

اسألني
كيف باعني الوطنُ عذراءَ
تسدُّ جُوْعَ المكانس
حين يكونُ اللَّيلُ
غابةَ عويلٍ في غُرَف الاعتقال

اسألني
كيف يدوي الكُفْرُ في صدري
وجَرْسُ لا ..
يُقِيمُ العَزاءَ للشياطين

اسألني
كيف أتقمَّصُ دورَ الحَشْرجةِ
في دَفْن رئةِ الفساتين
حينَ يكونُ السَّوادُ سريرًا
لصباحِنا الحالمِ بالخلاص؟

ولا تسألني
أين كان جدَّي ..
عمَّي..؟؟
أخي..؟؟
ابنُ الجيران؟؟
حين يكون أبي سفَّاحًا تحتَ العلمِ
يُمرِّرُ السِّكينَ بغِمْدَيْنِ
حتَّى يَمْتلئَ النَّشيد
بـ الحَمْقَى
بـ المساكين
بـ الغُبار
وبالهدايا …
لأعياد العابثين
لــ نبيذِهم
لــ رقصِهم
لعُرَى الرَّبِّ في مساجدِ الدُّخَان
لمِئذنةٍ تبيعُ الحزامَ ثمناً
لأكبادِ الأنبياءِ
لــلحيةٍ يعيشُ فيها القَمْلُ
رَفاهيةَ الجِهاد
بــرقابِ أولادي؟!
.

مقالات ذات علاقة

همسُ الأنوثة المتوهّجةِ في ديوان “أُدَمْوِزُكِ وَتَتَعَشْتَرين!”

المشرف العام

إنْبِهَار

المشرف العام

أصيلة تختار أسامة الزكاري شخصية العام

المشرف العام

اترك تعليق