الشيخ عبدالمجيد الديباني رحمه الله
شخصيات

الشيخ عبدالمجيد الديباني رحمه الله


ولد الشيخ عبد المجيد الديباني بمدينة طبرق عام 1929م وكان والده الشيخ عبدالحميد قاضيا شرعياً في طبرق في ذلك الوقت.
تلقى تعليمه الديني الأول في بنغازي،حيث أتم حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في سن مبكرة على يدي الشيخ الداتسي أحد المشايخ المغاربة الذين قطنوا مدينة بنغازي لتدريس وتحفيظ القرآن الكريم.
انتقل الشيخ عبد المجيد بعد تلقيه تعليمه الاول إلى الدراسة في الأزهر الشريف آواخر عقد الثلاثنيات وبواكير الاربعينات من القرن الماضي. انتقاله إلى الأزهر الشريف كما يذكر الشيخ عليه رحمة الله كان بتوجيه من الشيخ عبدالحميد الديباني ليحذو بحذوه في العلم والقضاء الشرعي فبعث به للدراسة في الأزهر الشريف.
تلقى الشيخ عبدالمجيد تعليمه الديني كاملا في المراحل الأزهرية الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة وتحصل على ليسانس الشريعة و الماجستير في الشريعة من جامعة الأزهر سنة 1957م.

إلتحق بسلك القضاء في مدينة بنغازي وعمل وكيلا للنيابة من 1957 م إلى 1966م ثم عمل وكيلا لوزارة العدل إبان الحكم الملكي ثم عميدا لكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية بالبيضاء سنة 1966م وعين في الوقت ذاته نائباً لمفتي ليبيا الشيخ الطاهر الزاوي عام 1970م.
إلتحق بجامعة السوربون بفرنسا عام 1971م لينال شهادة الدكتوارة في الفقه المقارن من جامعة السوربون الشريعة والقانون الدولي عام 1976م.

امتهن مهنة التدريس في جامعة قاريونس بنغازي أستاذاً لمادتي أصول الفقه والمواريث في الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي مثرياً المكتبة الجامعية والليبية بمجوعة من الكتب والأبحاث إلى أن وصل لدرجة الإستاذية.
لم يكتف الشيخ رحمه الله بهذا القدر من التحصيل العلمي،بل قدم أطروحة ثانية للدكتوارة في علم أصول الفقه وكان معجبا بالمفكرين المبدعين وكثير التذكر و القراءة لهم كمالك بن نبي المفكر الجزائري وكالمودودي المفكر الباكستاني.
كانت له إسهامات علمية في عدة ندوات علمية داخل البلاد وخارجها فقد كان أحد شواغل ندوة التشريع الإسلامي التي عقدت في مدينة البيضاء سنة 1973 م وشارك في هذه الندوة ببحث مفصل عن التشريع الإسلامي.

الشيخ عبدالمجيد الديباني رحمه الله
الشيخ عبدالمجيد الديباني رحمه الله


كان له ووالده مقال شهري في مجلة التشريع الإسلامي التي كان رئيس تحريرها والده الشيخ عبدالحميد الديباني رحمه الله .
كما أنه يملك مكتبة إسلامية تعج بالكتب التي تحتوي على بطون التراث الإسلامي.

له مؤلفات كثيرة أهمها المنهاج الواضح في علم أصول الفقه والأحكام و أحكام التركات والوصية في الشريعة الإسلامية التي أعتمد فيها الشيخ علي الطريقة المغاربية وأوضح فيها الوصية الواجبة وله كتاب تاريخ الفقه الإسلامي والفقه الجنائي المقارن وكتاب المعاملات المالية وشرح مبسط للفقه الإسلامي شرح لابن عاشر وكتاب الفصول اللؤلؤية في أصول فقه العترة النبوية بالإضافة لممارسة التدريس أثناء توليه عميد كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية البيضاء مرورا بجامعة قاريونس بنغازي.
ناقش و أشرف الشيخ على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في مختلف مدن ليبيا.

حافظ الشيخ علي علاقته الوطيدة بالسنوسية وكان دائم المشاركة للحركة السنوسية في جميع المناسبات وارتباط الشيخ بالسنوسية نابع من العلاقة التي أسسها والده الشيخ عبدالحميد مع الحركة السنوسية التي كان الشيخ عبدالحميد أحد رموزها.
لم يشارك الشيخ في أي نشاط سياسي لأن النظام (نظام القذافي) لم يكن يفتح أي نشاط سياسي إلا عبر قنواته المحدودة المعروفة ونظرا لأنه محسوب على الملكية والحركة السنوسية فقد كان جل نشاطه محصور بين معارفه وأصدقائه وطلبته.
كانت لديه شخصية هينة لينة مع الجميع ومع طلبته على وجه الخصوص ، في تقديم وتسهيل العلم لهم.
بل إنه كان لا يضع أي عراقيل في سبيل تسهيل وتبسيط،العلم لنشره وجعله ثقافة في المجتمع.

توفي الشيخ عبد المجيد الديباني 16 من ذي الحجة 1440هـ/17 أغسطس 2019م عن عمر ناهز التسعين عاما بعد صراع مع المرض.

رحل الشيخ تاركاً لنا ذخائر علمية من كتب وأبحاث ويعدّ أحد أعمدة الفقه المقارن في العالم الإسلامي في تاريخنا المعاصر
رحمه الله الشيخ العلامة عبد المجيد الديباني وأسكنه فسيح جناته.

مقالات ذات علاقة

خليفة محمد التليسي قامة باتساع الوطن

عزة المقهور

محطات في سيرة الراحلة فائزة الباشا

المشرف العام

نساء وكلمات سعوديات.. بعيون ليبية!!!

عطية الأوجلي

اترك تعليق