متابعات

أمسية تُحيي ذاكرة الشعر الليبي

أمسية (من ذاكرة الشعر الليبي)

استمرارا لفعاليات أيام الخير الموسم الرمضاني لليالي المدينة 2024م واحياءً للنماذج الشعرية الليبية الرائدة أقيمت أمسية أدبية حملت عنوان (من ذاكرة الشعر الليبي)، وذلك ليلة الأربعاء 27 من شهر مارس الجاري بدار محمود بي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس وسط حضور لفيف من الشعراء والأدباء والصحفيين وعموم المهتمين، وبمشاركة نخبة من الشعراء اللذين يمثلون الطيف الشعري الليبي المعاصر، وافتتح الشاعر والكاتب “صالح قادربوه” نشاط الأمسية بكلمة ترحيبية.

إضاءات على نجوم الشعر الليبي
حيث شهدت الأمسية مشاركة الشاعر والكاتب “رامز النويصري” بورقة بحثية عنوانها (ثلاث نجوم في سماء الشعر الليبي)، ومن خلال ورقته توقف النويصري عند ثلاث تجارب شعرية لثلاث شعراء ليبيين تركوا بُعدا تأثيرا في المدونة الشعرية الليبية الحديثة، وعلل النويصري أن سبب اختياره لثلاثة شعراء جاء انطلاقا من أن لكل واحد منهم بصمته الجديرة بالتميز عبر مساهمتهم في إنتاج نصوص شعرية بالغة الجمال والإبداع، وعرّج النويصري على تجربة الشاعر “علي صدقي عبد القادر” مؤكدا بأن هذا الشاعر شكل علامة فارقة في تاريخ الشعر الليبي فكان صوتا حاضرا في جميع المحافل، ونصا يثبت استمرارية التجربة الشعرية ذاتها فقد وصّل قديمها بحديثها، وأضاف النويصري أن من يطلع على تجربة الشاعر المذكور يدرك أنه إزاء تجربة خاصة تبدأ خصوصيتها من سهولة مغرية بالخوض عميقا إلى صعوبة في الخروج، علاوة على تشبّع نصوص الشاعر بالتفاصيل الصغيرة الخاصة، كما أشار النويصري إلى نصوص الشاعر علي صدقي مرت بتحولات كبيرة وتطورت في الشكل الذي اختارته فالشاعر حسب ما يرى النويصري سجّل محاولات للخروج من وحدة القالب البنائي للنص الشعري التقليدي، وفي المقابل أوضح النويصري أن تجربة الشاعر الثاني “لطفي عبد اللطيف” تمثل مرتكزا مهما في دراسة التجربة الشعرية في ليبيا لاسيما وأنها امتدت لما يزيد عن الأربعة عقود موضحا أن عبد اللطيف بدأ بجتربة شعرية تقليدية لم يلبث أن تحول بعدها إلى تجربة الشعر الحر أو التفعيلة ليكون صوتا شعريا مميزا يختزل تجربة الشعر الحر، فيما أكد النويصري على تجربة الشاعر “جيلاني طريبشان” رغم عمره القصير حظيت بالتنوع الشعري فنصوص طريبشان الشعرية نصوص ذاتية تتمحور حول ذات الشاعر نفسه، وتتحد معه حتى لا يمكن الفصل بين الشاعر ونصه، ووصف النويصري نص طريبشان أن هذا الشاعر هو عبارة عن نص يسير على قدمين، وحسب اعتقاد النويصري أن طريبشان هو صورة الذاتية الأولى في تجربة الشعر الليبي.

مقاربة نقدية بين شاعرين
بين الشلطامي والرقيعي بدوره قدم الشاعر والكاتب “عبد الحكيم كشاد” مقاربة نقدية ما الشاعرين “محمد الشلطامي”، و”علي الرقيعي” المعنونة (بين الشلطامي والرقيعي) مشيرا إلى أن هناك ملامح في قصائد الشلطامي تتماس مع تجربة الشاعر علي الرقيعي وإيقاعه الشعري وموسيقاه علما بأن الشاعر الرقيعي يسبق الشلطامي بفترة زمنية وجيزة فقط، ويضيف كشاد أن شعر الرقيعي مثل أغنية حلم للثورة، وإن كانت بتدفقها الرومانسي المحلوظ وبواقعية معاناة الفقراء والمهمشين والمعذبين في الأرض تلك الواقعية امتزجت بحص رومانسي يكاد يكون القاسم المشترك بين الرقيعي والشلطامي المتقاربان حسب كشاد من ناحية الثقافة والرؤية ففي أشعارهما يهتمان بالقضايا الإنسانية وما يتقاطع مع قضيتهما، ويوضح كشاد أن الشاعران يظلان مهمومان بقضايا الوطن وحلم الثورة التي كثيرا ما تنبأت بها قصائدهما، وبيّن كشاد أن كل من الرقيعي والشلطامي متأزمان ومتفاعلان بكل ما تشكل به وعيهما من هموم الوطن وأبنائه الفقراء فلا غرو من أن كليهما عانى من وطأة الفاقة والفقر لذا نجدهما يشتركان في ظروف كثيرة مشابهة في حياتهما، بينما أوضح كشاد أن الشاعران حلما بالثورة فالشلطامي بدا أكثر حدة وتفاعلا وواقعية وكان الزمن كفيلا في نضج تجربة الشلطامي بخلاف الرقيعي الذي أوقف تجربته في سن مبكرة جعلت الشلطامي يقول عن الرقيعي أنه لو أتيح له مسافة من الوقت لكان من الشعراء الأفذاذ، وذكر كشاد أن الرقيعي مر بتفاصيل حياتية صعبة على الصعيد الشخصي والاجتماعي ما انعكس على قصائده وأشعاره، ويرى كشاد أن قصر تجربة الرقيعي هي ما قطع الطريق على اكتمال ونضج رؤية الرقيعي وحساسيته الشعرية لتنطلق تجربة الشلطامي لاحقا وتتسع رؤيته كشاعر وهو ما لم يتح للرقيعي.

قراءات متنوعة
ثم اختتمت الأمسية بمشاركة الشاعر “معاذ الشيخ” بقراءة لنصوص مجموعة من الشعراء الليبيين وهم :- الشاعر “أحمد رفيق المهدوي“، والشاعر “إبراهيم الأسطى عمر“، والشاعر “لطفي عبد اللطيف“، والشاعر”إدريس ابن الطيب” بالاضافة لمشاركة الشاعر والكاتب “صالح قادربوه” بقراءة نصوص شعرية لكل من الشاعر “رجب الماجري”، والشاعر “محمد الفقيه صالح“، والشاعر “علي الفزاني”، والشاعر “جيلاني طريبشان” كما قرأ الشاعر “عبد الحكيم كشاد” نص (أشواق صغيرة) للشاعر “علي الرقيعي” من جانب آخر شارك الكاتب والمترجم “عبد السلام الغرياني” بمداخلة تناول فيها الملابسات التي مرّ بها الشاعر “جيلاني طريبشان” قبل وأثناء وبعد كتابته لقصيدة (مكابدات) عقب عودته من مدينة بغداد العراقية.

مقالات ذات علاقة

«ألو يا دولة» يحاكي الواقع الليبي

أسماء بن سعيد

محاضرة تُلقي نظرة على هجرة الأندلسيين لليبيا

مهند سليمان

عرض مسرحية «سقالة» الليبية بمهرجان شرم الشيخ

أسماء بن سعيد

اترك تعليق