الأربعاء, 2 أبريل 2025
المقالة

غزة هيروشيما جو بايدن!

غزة (الصورة: مولدة بالذكاء الاصطناعي)

1-

جو بايدن المثلعتم عند النشأة الأولى، عاش حياته يتخبط بين الإخفاقات والحماقات عند النشأة الثانية، ما واكبت سنوات رئاسته، وقد بات عجوزًا يتداعى جسده ويغيب عقله، رغم هذا أو بدواعيه أصر بايدن على الترشح لفترة رئاسية ثانية، ما زادت حرب أوكرانيا فدعدعت فرص نجاحه. لكن جو بايدن الذي عاش لخمسين سنة بإلحاح أن يكون الرئيس، زاد جنونه من أجل الترشح لفترة رئاسية ثانية، خاصة أن غريمه ترامب، من الممكن أن يخوض انتخابات الرئاسة لمرة ثانية. هذا مما جعل بايدن يصرح في الفترة المنصرمة بصريح العبارة: أنا صهيوني، وعليه ساهم هذا في اندفاع جو بايدن بقوة، إلى اغتنام حرب فلسطين 7 أكتوبر 2023م، التي جعلها بحماس حربه الشخصية فحرب إداراته، أو على الأقل كل من يتشبث بالسلطة فيها، الذين على رأسهم بلينكن اليهودي وزير الخارجية.

قبل وبعد فوز بايدن بالرئاسة، عاشت الولايات المتحدة تفاقم مرضها العضال، الانقسام وهشاشة الديمقراطية، كما وضح الرئيس جو بايدن نفسه في خطاب الرئاسة. وهذا ما يزداد تفاقمًا أثناء ما يمرّ من فترة بايدن الرئاسية الأولى، حتى أغرق مجلس النواب، فزعزع زعامة أمريكا، كقائدة لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا. هذا وذاك يمكن مواجهته بالوقوف بكامل العدة والعتاد، مع إسرائيل في حربها الظالمة أو المظلومة!، إسرائيل الترياق الذي يخفف وطأة الانقسامات في أمريكا وعموم الغرب، ويقوي المرشح من يتخذها عكازه. إسرائيل بلسم الجراح، كما هي في العقل الجمعي الباطني الغربي تكفير عن ذنب، وما يعد وجودها ودعمها من استراتيجيات الغرب الراسخة حتى النخاع.

الغرب أو أوروبا العجوز تعاني أيضًا انقسامات غير معهودة، واليمين المتطرف يهيمن عليها، مما يذكر بالفاشية النازية، المعاناة القصوى لأوروبا التي أنتجت بشكل إجرائي دولة وعد بلفور إسرائيل. أوروبا العجوز وسط عواصف الأوزون والهجرة والحرب، كأنما التداعي لإنقاذ إسرائيل صنيعتها التاريخية، هروب إلى الأمام من حروب أوكرانيا ما تغوص في أوحالها. فيما المواطن الغربي قد هلع من هلع مواطنيه الإسرائيليين، خلال أربع ساعات من يوم 7 أكتوبر 2023م، لقد تمظهر تمرد سجناء شريط غزة، كما شريط لذاكرة مثقوبة تستعيد ماضيًا، ممكن أن يكرر في حربها التي تخوضها ضد بوتين روسيا، التي في مخيال طرف كما ألمانيا هتلر، وعند أوروبي آخر من لزوم ما لا يلزم.

2-

– فلسطين أرض الميعاد، الغيتو الذي نفي له المواطنون الغربيون اليهود، حيث تسنى للغرب إقامة دولة دينية يهودية، كحل للمسألة اليهودية التي تؤرقه، بخاصة غبّ حربه الكبرى الثانية. هذا التكوين ما كان لبّ العطب البنيوي لإسرائيل، الدولة الأكثر هشاشة من أية دولة غربية حتى موناكو. وهذه البنية الهشة مرتكزها الانقسام والتشظي، ما استفحل مع استقرار السلطة لعقود في يد نتانياهو، مَن عمادُه وتلموده اليمين فاليمين المتطرف، من عماده وتلموده السلطة فالسلطة المطلقة، من عماده وتلموده دولة الجيش والأمن. إسرائيل هذه في لحظة استرخاء في ظنها، وبعض الظن إثم، أن المسألة الفلسطينية باتت مسألة متحفية، كما قضايا سادت ثم بادت، وفي إسرائيل هذه عطب مضاف من المنطقة، حيث نتانياهو يعتبر نفسه الحاكم بأمر الله، محقق معجزة التطبيع وسيادة الشرق الأوسط.

لقد صرح أحد قادة وزارة الحرب في الدولة اليهودية: أن ما حدث خلال الساعات الأربع من يوم 7 أكتوبر 2023م لم يحدث منذ 1948م، الحرب التي أعلن فيها تكوين دولة اليهود. فيما اعتبر نتانياهو أن ما حدث تغير استراتيجي في الشرق الأوسط. أما أميركا التي حشدت حاملات طائرتها والاتحاد الأوروبي، فقد أخذوا في اعتبار الأسرى عند حماس مواطنيهم، وطالبوا بإطلاق سراحهم، باعتبار أن مواطني الدولة اليهودية، هم في الأخير مواطنون غربيون. وقد ترافق مع ذلك حشد إعلامي، مثخن بالأكاذيب المفضوحة، التي غص بالتصريح بها جو بايدن نفسه وغيره من زعماء الغرب، ما يفضح ما في نفوسهم بأن إسرائيل دولة هشة، كل مسّ بها بمثابة اعتداء على أطفال وعجزة.

فماذا كان رد إسرائيل، بعد أن أذن جو بايدن لنتانياهو بالتصرف؟، إعلان الحرب: إعادة المعاد بممارسة كل العنف المتوفر، ضد ما تبقى من فلسطينيين سجناء وراء أسوار القرون الوسطى، أسوار الدولة اليهودية، وممارسة مذبحة كمذابح إسرائيل المعتادة، بل والعمل على 1-احتلال غزة. 2- تصفية حماس. 3- تهجير ما ممكن تهجيره ممن تبقى من الفلسطينيين. وهذا كله مما مارسته الدولة اليهودية الغربية في أرض فلسطين، خلال ما يقارب القرن وبدعم من العم سام والغرب.

ورغم ذلك أو بالرغم من ذلك: «أن ما حدث خلال الساعات الأربع من يوم 7 أكتوبر 2023م لم يحدث منذ 1948م».

والخلاصة لقد كانت «حماس» الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023م، كما الطفل الذي أشار لعري الملك، ما لا يريد الكثيرون تصديقه.


بوابة الوسط | الثلاثاء 17 أكتوبر 2023

مقالات ذات علاقة

عصيان العراسه

محمد عقيلة العمامي

ليبيا بلدُ بدون دولة

محمد دربي

فسانيا… جريدة ليبية تقاتل بلا سلاح

سالم أبوظهير

اترك تعليق