علي باني
حتىّ لا يصيبكم المَلل، وأرفعَ عنكم حرج الافتراض سِرّاً أن من مظاهر التقدم في العُمر : تكرار القصص السابقة مُقتنعاً أنها لم تُقصّ سابقاً، فيكون لزاماً عليكم التظاهر بعدم سماعها سابقاً تأدّبا ورحمةً.!
كُنت في سنوات سابقة قد حدّثكم عن مراحل عُمر الإنسان، مثلما صنّفها والدي رحمه الله، كانت استعارة أدبيّة منه وهو الذي لم يُصب من التعليم إلا سنة واحدة في كتّاب (حوريّة).!
قال وقد كان عليه أن يُكافح من الغلَس إلى الغسق لإطعام أفواه شرسة مستعدة لالتهام أي شيء من أكداس (الزميمرة) المقليّة وحتى (ليّة) الخروف..
لا شيء يقف أمامها..
فلم يجد غير قصص الأولين ليبثّ حزنه وألمه، قال والصدق ما قال؛
مراحل عمر الإنسان أجلكم الله جميعا، وكما تقرؤونها الآن في صفحات المدافعين عن حقوق الحيوان:
هي أجلّكم الله- بين حمار وكلب وقرد..
قالوا قالوا العارفين:
استسغنا هذه الأوصاف لشظف عيشنا وسنوات المجاعة وخشونة طبيعتنا..
وهانذا أنا وقد نضجتُ وبلغت الرُشد كان لابد لعقلي أنْ يُمحصّ الأمر جيداً، فتبين لي أن العيش في وطننا العزيز يتطلب دمجاً بين هذه المخلوقات، لتعطي وصفاً لمراحل العمر يجمعها معاً..
حتى لا أوصف بالتخلف المعلوماتي وجرياً وراء التسميات المميزة، تفتق ذهني عن تسمية تجمع الأحرف الأخيرة من الثلاثي الشهير وهتفت فرحا وجدتها:
رَبَد.!
هو اسم حيوان مستنسخٌ من هذا الدمج الجيني.!
وحتى قواميس اللغة وقفت إلى صفيّ، فكانت (الربداء) هي النعامة الرمادية، وهي الشاة إذا لمع ضرعها سواداً وبياضاً، وهي الماعز السوداء المنقطة بحُمرة وسواداً وبياضاً، وهي ضربٌ من الحيّات تعضّ الأبل، أمّا إذا أربدَ الرجل فقد أفسد ماله ومتاعه…!
فكان ذلك أمراً مُربداً…!
قصصتُ اكتشافي هذا لصورة الرجل الماثل أمامي في المرآة فكانت ابتسامته خير هدية عيد ميلاد..
فلا أربدك الله..
زميمرة: أسم لسمكة صغيرة يقال لها الآن (مانجا توتي )!