المقالة

حكاية عطر الأجساد.. رواية عربية من الصحراء الليبية

عبدالواحد محمد (مصر)

من أعمال التشكيلي الكويتي محمود أشكناني

يقيناً وصدقاً، ولا حرج في ذلك. كانت البداية تبدو مستحيلة حقيقة عندما زرت ليبيا في مطلع عام 1996 م من القرن الماضي. كنت شابا صغيرا لا يمتلك كثيرا من مؤهلات كتابة الرواية، ويمتلك لا ريب حلماً عربياً كبيراً من المحيط إلى الخليج.

نعم كان لي قصص قصيرة نشرت في الصحف بالإضافة إلي المقالات والتحقيقات الصحفية التي كانت تجد صدى واسعاً من الأصدقاء وبعض القراء، لكن الرواية كانت تلحّ على خاطري في تلك الفترة، فلم أستطع كتابة رواية بالمعنى الحرفي والتكتيكي للرواية.

أتذكر من تلك الروايات التي لم أتمكن من الانتهاء منها في تلك الفترة لا تلك المرحلة العمرية الشابة جدا (مملكة الأيتام)، (عالم لالي) وقد أصبت بحالة عدم ثقة في تلك الفترة وربما قلت لنفسي إنّ الرواية بحر عميق، بل قلت هذا نصّ لصديقي المهندس الأديب أيمن عياد!!

لكن كان  الحظ حليفي عندما سافرت إلى ليبيا للعمل، كما كنت أتمنى في الصحافة، ووجدت الأبواب مغلقة بالحصار على ليبيا في تلك الفترة، وعدم  وجود صحف  ترحب  بمن  يعمل لديها  من خارج ليبيا، فنجحت  في العمل مدرسا في المرحلة الثانوية، وكان معي  في المدرسة الثانوية  التي مقرها  سرت موطن الزعيم الليبي  الراحل معمر القذافي أصدقاء وكتاب وأدباء من شتى بلدان الوطن، وتزاملت مع أصدقاء من مختلف الدول العربية؛ العراق،  سوريا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر،  فكانوا بحق  بداية حقيقية لاكتشاف نفسي روائيا  بين عالم الصحراء الليبية، ومعايشة البدو والبساطة التي تغلب علي طبيعة الحياة البدوية التي تركت أثرها العميق على شخصيتي حتي اليوم.

لا تفارقني الصحراء وعالم الخيمة والعجوز الطيبة والعجوز المؤمن بدوره الإنساني وبدأت أكتب رواية (عطر الأجساد) التي جسدت حياة مثقف ليبي هاجر إلى بلاد الجليد، لكنه كان شغوفا بحبّ ليلى البدوية التي وجد نفسه أسير حبها في المهجر ليعود إليها حبيبا وزوجا ويصبح وزيرا للثقافة وكاتبا معروفا، فكانت تلك مشاعري الحقيقة التي سطرت بها أول عمل روائي، لكنه حتى الآن من مفارقات القدر حبيس أدراج مكتبي..

تلك الرواية التي عنونتها باسم (عطر الأجساد) ظلت في خاطري حتي لحظة كتابة تلك السطور المتواضعة لا تبرح خيالي ولن تبرح العروبة قدري في حب ليلى ولبني وعبلة ورغدة وميس وحنان وعزة لتبقي أبد الدهر ملامح كل هؤلاء الفاتنات وكل حسناوات الوطن العربي الحبيب في قلبي وذاكرتي الروائية.

مقالات ذات علاقة

مصير النحت في العالم الإسلامي

عمر أبوالقاسم الككلي

ما هي الحياة؟

مفيدة محمد جبران

سياحة رومانسية..!!

زكريا العنقودي

اترك تعليق