د.ابتسام صفر
لا شك أن القصة القصيرة تعتمد على التكثيف للحدث والرمز لقضايا كثيرة للحياة الإنسانية.
صناعة محلية خفيفة الحدث على القارئ وكان مضمونها أن البطل (دخل محلا لبيع القرطاسية والأدوات المكتبية كان يريد كراسة أوراقها هوامش: اثنان: واحد في أعلاها والثاني في أسفلها.. وكان الهامشان الأخيران الأهم لديه) تطور الموقف وأخذ اتجاها آخر مفاده أن صاحب المحل تضايق من مطلبه وواجه السخرية منه (ليس عندنا كراسات أجنبية / رمى أمامه واحدة).
شكل الخطاب توترا للشخصية المحورية وعطل تفكيرها وسرعة اتخاذ قرارها لحالها المتأزم فكانت صورة المشهد عميقة عند القارئ تحفر ذاكرته البسيطة وتشكل معالم الجودة المفقودة في (صناعة المحلية) وفقدان الثقة فيها وكانت الكراسة رمزا تحمل أبعادا اقتصادية كثيرة من حكايات صناعة محلية، ثم تأتي النهاية التي ترسم الابتسامة لدى القارئ (أخذ الكراسة دون أن يفحصها، فهو محتاج في جميع الأحوال إلى ورق للكتابة عندما جلس وفتح الكراسة تبين أنه لا يوجد بها أي هامش … إطلاقا) مفارقة لطيفة فيها عبرة وعظة للقراء.
لقد أفلح القاص عمر أبو القاسم الككلي في رسم لقطات من الحياة الإنسانية.
