من مقالات منتصف الليل (4)
الصديق الطيب البخاري
جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله تعالى قال في حديث قدسي: {كل عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أجزي به} رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رحمهما الله.
فلماذا خصّ الله العليّ القدير جزاء هذه العبادة لنفسه يا ترى؟
الإجابة منّي، والله أعلم؛
أنّ كون عبادة الصّوم عمل باطني لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى فهو نيّة قلبية خفيّة بخلاف سائر الأعمال فإنّها تظهر ويراها النّاس.
أمّا الصّيام فإنّه عمل سرّي بين العبد وبين ربّه عزّ وجلّ، وهي العبادة الوحيدة التي عليها الأمر بالنّهي أي (التّرك، لا تفعل) حيث أنّ معنى الصّيام إجمالا هو ترك الطّعام والشّراب وباقي المفطرات لذلك هي عبادة لا يصلح فيها المرآة والنّفاق، فشرط تحقّقها أن تكون خالصة لوجه الله لا شريك له فيها.
غير أنّ خلافها من العبادات هي أوامر (افعل) أقم الصّلاة، آت الزّكاة، الخ وقد يظهرها الفاعل مرآة للنّاس وإرضاء لغير الله سبحانه وتعالى، والله أعلم.
جمعة طيّبة مباركة للجميع.
والسّلام ختام.