يقولون أن ثمة شيء يسكُنُنا و لا يفارق ذواتنا المتشظية في زحمة هذا الكون، شيءٌ اشبه بكينونة الانتشاء بكل ما هو لصيق بالفرح و البكاء، أن نرتمي في أحضان البنفسج قوافي منهكة، فتغمرنا الأقاليم الممطرة دون أن يستفزنا صيف الفراغ، ربما هكذا يولد الشعر منتعلاً دهشة الأسئلة ليعيد قراءة اسفارنا، و لا يفضي لنا بمجازته المجنونة إلا ونحن نتشرنق في غيبوبة الوجد الرهيب المهيب في سكرة الروح، لطالما كانت لنا سيرة الليل و النهار و المطر و التراب و الماء و النار، لنا اصواتنا منذورة لدهشة الياسمين، حتى احزاننا لها اجنحة لامعة تفتح ابواب الشهوة تطير بنا بعيدا ًمن داخل الحلم إلى سقوط الدمع في قوارير لا تشتهي النبيذ إلا من أصلاب الشعراء الدراويش، فغواية ارق الشعر تُشرق من تخوم الحلم تشاطرنا خبز الحنين العاري في ملحمة هذي الحياة، تسلخ ملامحنا لنظل كالأشباح نرى الأشياء نحاول معانقتها و هي لا ترانا، سوى صور تمعن في التحديق و التحليق، نرقب زنبقة الحلم السوداء ترتجي الربيع و هي معلقة على حائط بائس سجينة ايطار لا يعي بكاء اللون الذي يأكلهُ الغبار .
25 / اكتوبر / 2023 م