منى محمد صالح | السودان
سأخون الكلام، أستحضر صمتي، لغةٌ تلتقط دهشتها للتوِ خيط من الضوءِ، يفترش صليل الداخل، ضجة اللون المغمّس بنكهةِ الوجع الغامض، يطرق نوافذي مثل دِيَمٌ يتساقط بسكونٍ ودفءٍ يوحدني بك، كما لم نكن من قبل..
سمّها ما شئت، إنه أنت حين تندسّ بين أضلعي فرح يُلوّن فصولي، يعتلي موج المسافات البعيدة، موجة تلو الأخرى،
أتفقدُ ازدحامك حولي حدّ الاحتواء، وكلما مددتُ يدى للنسيانِ، يصافحني الحنين كالمُزْنِ، وكلما ذوى وذاب.. أصير أنا ظلُّ العصافير.
أيها البعيد، ليتك الان هُنا..
نقتطف معاً فاكهة الصباح، شفقٌ يعبر سر الفصول الممتدة بيننا، أزهار ينبت عطرها مدد يغنى بوحه الحنون..
ولا يرتحل عنّا
أنتَ لست لكَ.. وحدكَ
قديسٌ هُنا فى القلبِ
قيامةٌ تعيد لي شمسي المسروقة
عطر قرنفلتي
غبار ألواني المعفّرة بكَ
روحٌ، أنتَ نطفتها، نقطة الابتداء،
النهايات التي لا تنتهي إلّا لتحملني إليكَ
كل شيء باقٍ كما تركناه منذ قديم.. وحيداً مازال يشبهنا
هل قلت لك أنني أُحبكَ، وكل يوم يأتي أُحبك أكثر؟
كيف تجعل ذلك مُمكناً!
أنت تُولدني حياة، فرحٌ يتلبسه نزق الأيائل، لعنتك اليقين،
غيمة الصراخ الرباني، يندلق عقيقها شهادةٌ أخيرة، تعيد ليُتمي الحياة، أنفاس التعب الممض، تفاصيل كلماتي المبعثرة، حين تكون بقربي، يُربكها قمرٌ حنون ينام على أغنيتي…
لا شيءٌ غيرك يملأ الروح، وكل شيءٌ داخلي يهمس بافتضاح مدَوٍّ؛
هذا الباذخ الحزن؛ حبيبي منذ ولادتي
أنا سنونوته
لؤلؤة بحره
تأتأة الحنين
دفءٌ لا يفرط بأسراره
صبيةٌ توسدت بكارة كلماتها الأولى معه،
ودفء امرأة لم تعشق سواه أبداً!