المقالة

سردين مُملّح

من أعمال التشكيلية مريم عيسى بازينة
من أعمال التشكيلية مريم عيسى بازينة

إذا كنتَ في روما افعل ما يفعلهُ الرومان.

نصيحةٌ قديمةٌ أضحت بمثابة مثلٍ سارٍ كثيراً ما كان تعليلاً مقبولاً لكثيرٍ من أفعالنا، وهو حلٌ جاهزٌ مُجربٌ يعفينا من المقارنة بين ما نَعرفه ونؤمن به وبين الواقع المعاش.

انطباق القول على روما المُغرية الصاخبة الجميلة، يَعني من باب أولى انطباقه على ما دونها من مدنٍ وأمصار.

هو تفويضٌ عامٌ بفعل الشيء وعكسه، صدق وكذب، عدل وظلم، كلّ أفعال المخلوق الهَلوع..

ويبرز السؤال:

تُرى ما هي نتيجة أن تعاكس هذا المثل؟ كأن تكون متمسكاً بما جُبلتَ عليه عقود طويلة؟ أو ما رُبيتَ عليه من مبادئ وقيم؟

يُجيبك على ذلك قولٌ طرابلسيٌ في هذه الحالة يُلخص نتيجة فعلتك تلك: ياكلك المالح!

وإذا كانت الأجيال التي تربّت على فعل عكس ما يفعله (الرومان) قد أصبحت بفعل الملح “سرديناً” مملحاً، فما معنى أن أن تستمر في هذا الطريق؟

وحتى النُخب التي تردد صباح مساء قول اينشتاين: الجنون أن تفعل الشيء نفسه منتظراً نتائج مختلفة.

مازالت تكرر ذلك في حلقة مفرغة من القول لا الفعل.

الاختيار هو بين سردينٌ مسالمٌ وقِرشٌ متوحشٌ؟

كلاهما نتاج تربية وتعاليم بيت من بيوت هذا الوطن!

الإجابة الواقعية والوصفة المُجرّبة التي تنقذُ سردين المستقبل من “التمليح”، هي بتربيتهم أن يكونوا اسماك قرش لا يقف عن الحركة ويتبع رائحة الدم ليلتهم من ينزف من قطيع القِرش المتوحش.

غير ذلك عليه أن ينتظر قدره قطع (أنشوڤا) فوق بيتزا نابوليتانا.


مسك  الختام  في الشأن العام

مقالات ذات علاقة

درس التاريخ

عبدالحكيم كشاد

البدو الجدد

منصور أبوشناف

قراءة في الثقافة السائدة (الموتى في قبورهم)

المشرف العام

اترك تعليق