الذكرى 50 لرحيل الشاعر الليبي الهادي عرفة
الطيوب
ولد الشاعر “محمد الهادي عرفة”1 بمنطقة العلوص، بقصر الأخيار (بلدة قماطة)، العام 1913م2.
توفى والده وهو في الثانية عشر من عمره، فقامت والدته على تربيته، وكافحت كثيراً في سبيل ذلك.
تلقى تعليمه الأول في كتاتيب بلدة قماطة، ومنها إلى زاوية عبدالسلام الأسمر، بمدينة زليطن، ثم انتقل منها على زاوية الأبشات بمدينة الزاوية.
في العام 1933م، سافر إلى القاهرة، إلى الأزهر للدراسة، وبدأ الاستعداد للحصول على عالمية الغرباء، واجتاز امتحانها في العام 1936م، ثم التحق بكلية اللغة العربية، ثم نال شهادة التخصص في التربية، وحصل على إجازة التدريس في 1944م. وعاد إلى أرض الوطن عام 1945م.
فور عودته عمل مدرساً بالمعهد الأسمري، قبل أن ينتقل لمدينة طرابلس، ليعمل مدرساً بثانوية طرابلس عام 1946م، ثم عين من بعد مفتشاً في التعليم الثانوي. تولى إدارة مدرسة طرابلس، ومن بعد مديراً لمعهد المعلمين بطرابلس، ثم مديراً لمعهد الإدارة في 1964م.
بعد هذه الرحلة في مجال التعليم، شغل منصب مساعد مدير بالمعارف الاتحادي، ثم عين عميداً لبلدية الخمس في 1967م، ثم مديراً للأوقاف بطرابلس في 1969م، ثم مديراً لإدارة الزكاة بوزارة الخزانة، وهي وظيفة تولاها رحمه الله.
خلال حياته، كتب الراحل الشعر والمقالة، حيث نشر نتاجه الأدبي في العديد من الصحف والمجلات الليبية، خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
في مجال التعليم، أسهم الراحل في وضع عدد من المذكرات والمناهج واللوائح، كما اشترك في بعض الندوات وحلقات البحث التربوية في ليبيا وتونس.
أشار الأستاذ “محمد الصادق عفيفي” في كتابه (الشعر والشعراء في ليبيا)، إن سفره على مصر، جاء تخلصاً من الحياة في ليبيا، ومن عنت الاستعمار، إذ استشهد له ثلاثة أعمام في يوم واحد. كما يشير محمد الصادق عفيفي، في ذات الكتاب، عن الشاعر الراحل كان معجباً بالشعراء: محمود سامي البارودي، أبوا الطيب المتنبي، ومن بعد أحمد شوقي.
يشغل الوصف محوراً مهماً في أغراض الشعر التي تناولها الشاعر، وهو وصف يتناول الثوابت (الطبيعة) والطوارئ أو المخترعات (وصف القطار) على أن نزعة الوصف تكاد تسري في أسلوبه، ومطولته القصصية هي نوع من الوصف والسرد جمع بين الثابت والطارئ. أما مدائحه فتجري على تقاليد قصيدة المدح القديمة مع مراعاة فروق الطبائع والأهداف بين الممدوحين، وهنا تتجلى نزعته الوطنية.
من تلاميذه الذين درسوا على يديه:
عبدالقادر أبوهروس؛ الكاتب الصحفي والقصاص.
عبداللطيف الشويرف؛ الشيخ والعالم اللغوي.
علي الرقيعي؛ الشاعر رائد التجديد.
خليفة التليسي؛ الكاتب والأديب الكبير والمترجم.
صدر له كتاب: مبتكرات اللآلئ والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر، تأليف: عبدالرحمن البوصيري، تحقيق وتقديم: سليمان محمد الزوبي والهادي عرفة. طرابلس، وزارة المعارف، 1959م.
توفى الشاعر محمد الهادي عرفة، في 2 سبتمبر 1973م.
تم تكريمه في عيد العلم الثاني سنة 1973م، ومنح شهادة تقديرية بذلك.
أطلق اسمه على أكثر من مؤسسة تعليمية في ليبيا.
جمع الأديب الليبي الكبير “علي مصطفى المصراتي” والأستاذ “محمد ميلاد مبارك” نتاج الراحل؛ الشعري والنثري، في كتاب صدر عن مركز الجهاد الليبي، في العام 1995م.
الهوامش:
1- ورد اسم الشاعر في كتاب (الشعر والشعراء في ليبيا)، محمد الصادق عفيفي: الهادي الصغير بن عرفة.
2- وردت ثلاث تواريخ لميلاد الشاعر، 1910، 1911، 1913، والثابت هو الأخير.
المصادر:
1- عبدالله سالم مليطان (معجم الشعراء الليبيين – شعراء صدرت لهم دواوين) الجزء الأول، مداد للطباعة والنشر والتوزيع والإنتاج الفني، 2008م.
2- دليل المؤلفين العرب الليبيين، دار الكتب الوطنية، ط1/1977م.
3- قريرة زرقون نصر (الحركة الشعرية في ليبيا في العصر الحديث – بداياتها، اتجاهاتها، قضاياها، اشكالها، أعلامها) الجزء الثاني، دار الكتاب الجديد المتحدة، 2004م.
4- محمد الصادق عفيفي: الشعر والشعراء في ليبيا – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة 1957م.