خليفة العتيري
ما أجمل الرجولة: حين تتسربل بالشهامة …
والأنوثة حين يكسيها الحياء، فتفيض الدنيا بهما، سعادة وهناء …!
ما أروع الرجولة …حين تحلق في آفاق رحبة من الكمال، بقيمها، وشجاعتها، وكرمها حيث يتسع صدرها، ويمتد حلمها، فتعذر الناس، وتلتمس لهم المبررات والأعذار …
فإذا حاول غرّ أن يجرحها بحسده، او يلوثها بحقده، نظرت إليه من قمتها المتواضعة، كما ينظر الفيلسوف إلى مجموعة الصبيان، وهم يعبثون في الطريق، وقد يرمونه بالحجارة.
فلا يلتفت لحجارة الفلتاء، بل يصنع منها سلما يصعد به نحو غاياته المثلى…!
ما أجمل الأنوثة عندما يغمرها الحياء فتلاطفها الهيبة والصفاء، وتصبح انموذجا يحتذى …!
الكل يشيخ، ويلفحه الزمان إلا الماء، فكوني أيتها الأنثى مثل قطرات الماء، لا تخذلك الأيام…
كوني مزهرة متفائلة، فاتحة ذراعيك للحياة، متصالحة مع ذاتك، مؤمنة بالقدر خيره وشره بالتمام …
كوني امرأة قوية ناضجة، واثقة من نفسها، تحب الخير، وتكره الحسد والبغض، والكراهية للأنام..
إذا سقطت دمعتك بضيم فإن الرجولة أمام الغيور تمتحن …
فمن غيره الحصن الحصين لها في أيام الرخاء، وعند المحن …
الأنوثة أكسير الحياة ونبضها وأنشودة العمر، نغم، ولحن …
لولا الأنوثة والبحر، لمتنا جفافا، وما كنا يوما أحياء أنت، ونحن ….
أرفق بها أيها الرجل، فهي كلوح، الزجاج، وصنها كما تصان رقائق الصحن..
ما أكرمها بلطف إلا الرجل النبيل، وما أهانها، إلا لئيم أبو المحن..
فهي: الأم، والأخت، والحبيبة
والعين لا، ولن تتعلى عن الجفن …
