من الشاعر الليبي عاشور الطويبي إلى الروائي السوري خالد خليفة :
1
الذين رأوا الخراب في حلب، أخفوا أيديهم
كي لا تلمس حزن الجدران،
كي لا تلمس فتات الأسى على الرمل.
الذين مرّوا من حلب، رأوا الفلق العظيم في وجه السماء،
دخلوا شوارع
لا بيوت فيها ولا قباب ولا كنافة ولا بنات تضحك،
فقط صمت بهلول يركض حيران!
2
المصلوب يبحث في حلب المجروحة عن حجر نبي.
3
قالت لك حلبُ:
لو أعطيتني خبزاً سأسقيك خمراً
لو أعطيتني وردة سأملأ حِجرك بعبق الياسمين
رويدك يا خالدُ، هذه رعشتي الأخيرة.
4
مَن هذا في التابوت الأصفر؟!
5
كيف جعلتَ حمارك يحمل شجرة توت وعلّيق؟
كيف جعلتَ المرأة تعجن خبزها على يد طفلة؟
كيف جعلتَ الفارس يغرق في البحر وسيفه إلى أعلى يلمع في الشمس؟
كيف جعلتَ الملك يقرأ كتاب الموتى ويده تمسّد نهد الغانية؟
ثمّ، كيف جعلتَ الطائر يحلّق في الهواء مقلوباً على ظهره؟
6
في اليوم الثامن من الحرب، جلستَ وحيداً على مائدة المطبخ،
تفكّر كيف سيمرّ هذا النهار الكالح الموحش.
كان القناصون على الأسقف يحسبون عدد القتلى،
كانت النسوة على الأسقف أيضاً يحسبن عدد القتلى،
وكان القتلى على الأسقف يحسبون عدد القتلى.
7
كنتَ ترغب أن يأتي القمر، يقف على عتبة بابك ويصفّق بيديه فرحا.
كانت الشمس على يمينك وكانت شجرة السرو العالية قد وصلت إلى أعلى الهضبة.