ها …أدرك الجرح المساءُ فسال كالجفن الرطيب
وهمست هل في الأرض متسع لأحلام الغريب
ناديت بالصوت الجهوري المبرأ من نحيب:
يا حبة القمح التي قدمت من الزمن الخصيب (1)
بكُليمة واسيت من حولي وأسندت الجدار
وجذبت من مدن الشذى ما قد توارى في الغبار
وسحقت أشواك المدى وغرست سمت الجلنار
يا حبة القمح التي سعدت بها أيدي الصغار
ظلم الرفاق هو الطريق المستديم إلى الضياع
وعلى الرقاب الكِفلُ من حق اليتامى والجياع (2)
مدن يحاصرها الأسى بضراوة مثل الصداع
يا حبة القمح التي قدمت وأفزعها الصراع
(1) ذكر الإمام أحمد رحمه الله: أنه “وُجد في خزائن بني أمية حنطة (قمح)، الحبة بقدر نواة التمر، وهي في صرة مكتوب عليها، هذا كان ينبت في زمن العدل”.
(2) الكِفل: النصيب.