شعر

37 عاماً

مروة أدم حسن

من أعمال التشكيلية خلود الزوي
من أعمال التشكيلية خلود الزوي

بعد سبعةٍ وثلاثين عاما
لا أدري هل تغيّرتُ أم مازلتُ كما أنا
لكنّني أراني مازلتُ هناك
أتهجّأ الحياةَ بي
أحاوِلُ أن أفُـكّ الحرفَ بالحرفِ
أحاوِلُ أن أحُكّني باللُّغةِ
كلّما سقط شيءٌ منّي
خرجتْ شمسٌ من صدري
ازدادتْ فصاحتي
انطلقتِ اللُّغةُ على لساني
ودارتِ اللعثمةُ حولي
كُلّ يومٍ يُفارِقُني شيءٌ
تُصاحِبُني اللغةُ أكثر
تشُدُّ على يديّ وتعاهِـدُني أنّها
ستبقى معي إلى آخِـرِ العُـمر
تفُكّ ضفائري.. تنكُشُ شَعري
تلمعُ في عينيّ كنجمة
كُلّما انطفأ شيءٌ في قلبي أشعلتني
ودلّتِ النور إليّ
تبتسِمُ على طرفِ شفتي
وكُلّما استعصى على النّاسِ فهمي
غمزتْ لهُم
تقِفُ كالشّامة على خدّ اللفظ
كُلّما ظنّ أنه نجا من معنى
مشكلتهُ في معنىً آخر
ثم تُخبِره كصديقةٍ مُشاغِبة
لستُ أنا.. إنّـها هذه الفتاة
هي التي تتلاعبُ بِنا
كُلُّ عامٍ وأنا واللُّغةُ رفيقتان
والأُنسُ ثالثُنا
أُسامِرُها في الليل
فيعودُ لي الشغف
الذي ضيّعهُ النّهار..
ألعبُ معها في النّهارِ
فتُضيءُ لي عُتمةَ اللّيل..
كُلُّ عامٍ وأنا الظلامُ
وهذه اللُّغةُ مصابيحي
كُلُّ عامٍ واللُّغةُ نفقٌ
وأنا هُناك كالضوءِ
أقِفُ في آخِـرهِ
كُلّما تعمقتُ فيه
وجدتُني ولمستُني
وأضأتُ العالمَ بِي وبِكَ
بِـ نورِ محبّتك
التي تملؤني..

مقالات ذات علاقة

عيد الاستقلال

خالد مرغم

الوردة وتاريخها

مفتاح العماري

أصعد السلالم بنفس واحد

فرج العربي

اترك تعليق