متابعات

المكتبة البارونية تحت مجهر مركز المحفوظات

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة (المكتبة الليبية البارونية في جزيرة جربة التونسية ودورها في تنمية البحث العلمي وصيانة المخطوطات ورقمنتها) الباحث “ميلاد اسبيقة”

في إطار الموسم الثقافي لعام 2023م استضاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية محاضرة جاءت بعنوان (المكتبة الليبية البارونية في جزيرة جربة التونسية ودورها في تنمية البحث العلمي وصيانة المخطوطات ورقمنتها) ألقاها الباحث “ميلاد علي سعيد اسبيقة”، وذلك مساء يوم الأربعاء 14 من الشهر الجاري بقاعة المجاهد بطرابلس تحت إدارة وتقديم الدكتور “علي الهازل”، واستهل الباحث اسبيقة حديثه بالتطرق لما يمتاز به الموروث الحضاري للمجتمع الليبي بالتنوع والثراء موضحا بأنه رغم ما تفرضه العولمة من تحديات ومخاطر على الهوية الوطنية والخصوصيات الحضارية للمجتمع الليبي بوجه عام إلا أن المجتمع الليبي يمتلك من المقومات المتماسكة ما يؤهله إلى المواجهة والتكيف بشكل إيجابي، حيث يرى الباحث اسبيقة أن مسألة الإقرار بما نملك يعد أمرا هاما سواء كان ما نملكه بالداخل أم بالخارج وتابع قائلا : لا سبيل إلى ترسيخ وتعزيز الهوية الوطنية للمجتمع الليبي في زمن العولمة دون وعي يصاحبه أهيمة دور الموروث الحضاري في إحداث هذا الترسيخ.

المخطوطات الليبية
فيما تناول الباحث اسبيقة دراسته حول المكتبة البارونية الليبية الكائنة بجزيرة جربة التونسية، والتي تعود ملكيتها لعائلة الباروني المنحدرة من جذور ليبية، وتحديدا من إحدى مناطق جبل نفوسة غرب ليبيا، واستعرض الباحث مكونات المكتبة البارونية في تونس وما تضمه من مخطوطات ليبية هامة وثمينة ونادرة في محاولة للوقوف على واقع الحال بها، ومدى أثرها في تنمية وإثراء البحث العلمي في ضوء عدة تساؤلا ت عن أحوال المكتبة اليوم وحرص المكتبة على الحفاظ على المخطوطات الليبية الأصيلة وما تلعبه المكتبة من دور في عملية تنمية البحث العلمي.

أقدم مخطوط بالمكتبة
كما أشار الباحث اسبيقة إلى قراءة نبذة تاريخية عن المكتبة البارونية وتأسيسها فهي تعد من أقدم المكتبات ليصل عمرها لحوالي مائتي عام ترجع ملكيتها لعائلة ذات جذور وامتدادات ليبية من جبل نفوسة، وأضاف الباحث اسبيقة بأن المكتبة رغم كونها مكتبة خاصة بيد أنها تفتح أبوابها وخدماتها أمام البُحّاث والدارسين ممن يقصدونها لتحصيل المصادر والوثائق فقد أسس المكتبة البارونية الفقيه الإباضي”أبو عثمان سعيد بن عيسى بن يعقوب الباروني الفساطوي” عام 1819م منذ استقراره بالجامع الكبير عقب إقامته بمدينة القاهرة عشرين عاما لغرض الدراسة والتدريس بالجامع الأزهر،

الرقمنة الحديثة
لافتا إلى أن المكتبة تضم أكثر من 1675 مخطوطا في شتى ميادين العلوم الدينية والعقائدية علاوة على علوم الأصول والمنطق والفلسفة والخكم، والحساب والفلك والطب، وأوضح الباحث اسبيقة أن بالمكتبة أقدم مخطوط نسخه الشيخ “سعيد بن عيسى الباروني” عنوانه (من جامع ابن جعفر) يرجع تاريخه لعام 1357م، فيما عدد الباحث اسبيقة أهداف المكتبة البارونية المتمثلة في العناية والاهتمام بالمخطوطات من خلال جمعها وفهرستها وتنظيمها وترميمها وصيانتها فضلا عن رقمنتها، وبالتالي تيسير وتسهيل استخدامها أمام البُحّاث والدارسين، وتوفير خدمات التصوير للمخطوطات النادرة والمتهالكة، وانطلاقا من المحافظة على مكانة المكتبة كصرح علمي ومركز للبحوث والدراسات أكد الباحث اسبيقة أن المكتبة البارونية تسعى وتهدف لادخال الميكنة التقنية لرقمنة محتوياتها لتصبح مكتبة رقمية مهيئة للاستخدام الرقمي الحديث .

مقالات ذات علاقة

ثلاث فنانات مغربيات يتغنين بالقطبية الأنثوية

المشرف العام

انطلاق معرض «تابسيت للثقافة والفنون والتراث»

المشرف العام

مصراتة: أولي أمسيات (صالون رمضان الثقافي) تتناول قضايا المسرح في ليبيا

المشرف العام

اترك تعليق