افتتحت القصة بحوار المحبين، وكان الحوار هادئا، زرع ألفة اللقاء، وروعة الاستقبال، ولغة العتاب، واتحد الزمن الماضي مع الحاضر، واشتمل علی وصف الذكريات الجميلة، وقربت المشاهد الماضية للمتلقي بسرد عميق المعنی، وكان العنوان (العجوزان)مدهشا للقراء، فقد يعتقد المتلقي أن القصة تحكي إهمال الأبناء لهما، وتأتي المفاجأة في حكاية قصة حب قديم بثوب جديد، فكان العنوان جذابا، ومفارقة جيدة للقراء.
اعتمدت القصة علی الزمن، فكان بداية لقاء العاشقين بالحاضر: من؟/ أنت/ أنت/ يا لها من صدفة! فجأة نلتقي بعد خمسين عاما، امتزج الحوار بالزمن الماضي مع الحاضر في سرد طويل تنوع بالضمير المخاطب، والاستفهام والتعجب، فأعطى للنص قوة الحوار، وتصاعد الأحداث، وأصبحت الشخصيتان في سرد طويل للذكريات، فامتد صراعهما نحو مواقف كثيرة، القريبة والبعيدة، شملت المكان والأبناء، والشخصيات الساكنة التي لم تتحرك في القصة، كقول القاص :تزوجت إذن/أنا شعرت أنني في حاجة إلی رفيقة /كنت الحب وكانت الألفة/ كنت الذكری/ وكانت الحاضر والزوجة/وتقول المحبوبة: لأنني أحبك بصدق ،لم تسقط من ذاكرتي لحظة واحدة حتی مع زوجي، كنت أراك أنت، أسمع صوتك، كنت الحاضر الغائب /فشخصية الزوجة والزوج والأبناء ساكنة، لم ترسم في النص، ولا دور لها في القصة، بسبب الحوار القصصي بين الحبيبين، وكان الحديث سريعا يتدفق بالمواقف والذكريات المكان ،(الشارع، المدينة، البيت)، فرجعت الصورة الأولی لقصة حب الأول ومشاعره، واستيقظت الأحاسيس فكان الدواء بانتصار اللقاء كالعصافير المهاجرة التي عادت إلی أعشاشها الأولی.