النقد

قراءة نقدية للمجموعة القصصية (بين نظرتين) للكاتبة انتصار ابو خزام

محمد امبيوه محمد

المجموعة القصصية (بين نظرتين) للكاتبة انتصار ابو خزام
المجموعة القصصية (بين نظرتين) للكاتبة انتصار ابو خزام

القارئ للمجموعة القصصية وبالنظر والتدقيق في عنوان المجموعة الذي يحاكي عنوان رواية الكاتب العالمي الكبير تشارلز ديكنز. (Tale of two cities) أو (بين مدينتين) وأسلوب الكاتبة في السرد والكتابة الذي يشبه كثيرا اسلوب الكاتب العالمي وإن كان ارتباط الكاتبة بالكاتب هو ارتباط روحي او ارتباط فكري، لا محاولة لتقليد الكاتب لأن التقليد لا يشبه الأصل وسيظهر الفارق بينهما مهما اجتهد المقلد في تقليد ما او من تأثر به.

في هذه المجموعة المذهلة تأخذنا الكاتبة إلى عوالم الجمال حيث الدهشة والخيال مع امتزاج لواقع كل قارئ فينا.

وأنت تقرأ أي قصة من قصص هذه المجموعة تجد أن الكاتبة كأنها وهي تكتب تستحضر جزء من حياتك اليومية، كما لو كانت تكتب سيرتك الشخصية او كأن الكاتبة كانت تعرفك تمام المعرفة وهي تكتب تفاصيل حياة انت صاحبها، ففي كل قصة تجسد فيك الكاتبة دور البطل والكومبارس معا. الغريب في الأمر هو أنك وأنت تقرأ نفسك من خلال إحدى القصص ويخيل إليك أنك تعرف جيدا نهاية القصة كونك أنت بطلها تفاجئك الكاتبة بأنك لا تعرف نفسك، إذ تكون النهاية غير ما كنت تعتقد او ما كنت متيقنا منه. وهنا تكمن جمالية المشهد في جميع قصص هذا الكتاب الصغير الحجم الكبير المعاني. ولا تنسى الكاتبة من خلال سرد واقع كل فرد منا ان تنقلنا في بعض متاهات الخيال إذ توظف ذلك الخيال بطريقة ترتبط بالواقع وهو ما لا يجيده إلا كاتب متمكن ذو باع طويل في كتابة هذا النوع من الأدب السهل الممتنع.

وأنت تقرأ تجد نفسك تغوص مع اليس في بلاد العجائب (Alice in the wonderland) ومع أبطال وشخوص قصص ألف ليلة وليلة. ويظل التساؤل قائما لديك وأنت تقرأ وتعيد القراءة مرة تلو الاخرى وتتبعها الأخرى، هل للكاتبة علاقة من قريب او بعيد بك ام هو توارد افكار بينكما هو ما جعلها تستحضرك بين طيات كتابها المذهل بكل ما تحمل كلمة مذهل من معاني!

هي دعوة لقراءة نفسك ايها القارئ او القارئة، ولن تندم أنك قد اضعت وقتك في قراءة نفسك من خلال هذه الكاتبة المبتدئة في مجموعتها الأولى، المتمكنة من أدواتها والأستاذة الكبيرة من خلال كل نص او جملة او حتى كلمة تكتبها.

ملاحظة / قد يتساءل أحدكم لماذا اصبغت صفة الأستاذة على كاتبة مغمورة مبتدئة ولكن إجابة هذا السؤال ستتواجد بين طيات هذا الكتاب.

وربما كان هناك تسائل آخر هو لما لم آتي على ذكر اسم أي من قصص هذه المجموعة وقمت بتأكيد ما كتبت من خلال إيجاز بعض هذه القصص كما يفعل أغلب النقاد. كذلك سيكون الجواب لدى القارئ من بين دفتي هذا الكتاب. وهل يفسر الماء إلا كونه ماء؟

 نتمنى التوفيق والنجاح للكاتبة وأن نراها قريبا بين كبار كتاب القصة القصيرة حول العالم. تحياتي

مقالات ذات علاقة

قراءة نقدية في قصـة: ضجيج الصمــت، للقاص خالد السحاتي

المشرف العام

النفسُ الأرسطيُّ والاغـترابُ الوجــدانيُّ

المشرف العام

الشاعرة عائشة بازامة.. أنا ونفسي.. ذاتية الخطاب وعموم الرسالة

مفتاح الشاعري

اترك تعليق