طيوب الفيسبوك

إلا للحق

من أعمال التشكيلي الليبي محمد الخروبي
من أعمال التشكيلي الليبي محمد الخروبي

يُفترض ألا يأبه العلم والمنطق والفلسفة إلا للحق، وألا يأبه الفن إلا للجمال. غير أن الجمال لا يفتأ يجد سبيله إلى الحق. هذا ما يجعل المجاز أوقع أثرا من الوصف الذي يتحرى الدقة، وما يجعل أسلوب المقال لا يقل تأثيرا عن وجاهة ما يقال، وما يجعل البساطة، وهي معيار جمالي، تقوم بدور في تفضيل النظريات العلمية. الفن كذبة بلقاء تشيح بوجوهنا عن قبح الحقيقة، عن عريها وسلاطة لسانها وأجاج ملحها، وما يبرئ الفن حين يقترف فاحشة الكذب إنما يتمثل في براءته من المقاصد النفعية، إذ لا شيء يصم الفن مثل توظيفه في تحقيق مثل هذه المقاصد. هذا ما يجعلنا نشتبه في المحامي الذي ينجح في تبرئة موكله، والسياسي الذي ينجح في الانتخابات، عبر استدرار الحس البلاغي المستتر في أعماقنا. فكم يرخص الفن حين يقبض ثمنا لجماله.

مقالات ذات علاقة

عيدُ الدَّيك

مصطفى الطرابلسي

حكاية

نجيب الحصادي

السيل ..

ناجي الحربي

اترك تعليق