كنت مولعًا بسماع المطرب صباح فخري .. كنت لا أملّ من موال يا ليل يا عين الذي يتواصل لحوالي نصف الساعة .. كنت أتمايل مع ليلاه وعينه انتشاءً وهو يتفنن في ترديدها وإعادتها مرات كثيرة وبمختلف الألحان والطبقات والمقامات .. دون أن أعرف لماذا صباح فخري ينادي الليل بالذات ويردف نداءه بـ” يا عين ” كما أنني كنت لا أدرك العلاقة بين الليل والعين ..
أخيرًا وبعد أن درست الحضارة المصرية القديمة عرفت أن المقصود بياليل يا عين ليس هو ما جعلني أسهر الليالي طربًا مع صباح فخري إلى ما بعد الساعة الثانية من صباح اليوم التالي .. ولكن ينصرف إلى معنى آخر .. فلفظة “ليلي” جاءت في اللغة القبطية بمعنى ” انشراح أو فرح أو ابتهاج الصدر .. وقد وردت في أنشودة العذراء التي يقول مطلعها (ليلي أودي برتينوس) ومعناها ” أفرحي أيتها العذراء” فيكون معنى “ليلي” في هذا المقام هو أفرحي أو انشرحي .. وهذا يتفق تمامًا مع اللفظة التي تليها وهي ” يا عيني” إذ يكون معنى العبارة كلها : ” افرحي أو ابتهجي يا عيني ” . . وبذلك ذهبت عبثًا كل ليالي السهاد التي قضيتها خلف مواويل صباح فخري ..
المنشور السابق
المنشور التالي
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك