المقالة

أوراق مبعثرة (1): دعوة للتسامح (بمناسبة الشهر الفضيل)

رمضان شهر البركات
رمضان شهر البركات

خلوت إلى نفسي اليوم.. فحدثتها وحدثتني عمن غادرونا فجأة ورحلوا عنها.. وتذكرت من اختلفت معهم في وجهات النظر.. فقاطعتهم وقاطعوني.. وتمنيت من كل قلبي أن أصطلح معهم قبل فوات الأوان.

وها أنذا أعترف لهم بحقهم في مخالفتي وحقهم في معارضتي ورفض ما يصدر عني من آراء.. وذلك بموجب الحرية التي كفلها لهم الإسلام الحنيف.. فجعلهم أحرارا في ميولهم وفي توجهاتهم وحتى في معتقداتهم.

أعني ليس من حقي أن أصادر حريتهم التي كفلها لهم الإسلام.. أليسوا أحرارا في كفرهم وفي إيمانهم.. بموجب هذا النص القرآني الصريح الذي سبق القوانين البشرية الحديثة التي أسست للحرية الشخصية :

(وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ).

نعم.. لهم كامل الحرية في التعبير عن آرائهم.. لأنهم وحدهم المسؤولين عنها أمام الله سبحانه وتعالى.. أعني حتى في قضية الإيمان.. ليس من حقنا أن نصادر حرية الناس في الاختيار الحر بين الإيمان والكفر.. فما بالك في الأمور الاجتماعية أو السياسية أو الشخصية.

من هنا كان هذا العتاب الرباني لرسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

(وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَميعًا

 أَفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّى يَكونوا مُؤمِنينَ).

وأخيرا :

دعوني أقول لكم.. لقد ودعت مؤخرا العديد من الأقارب والأصدقاء.. الذين رحلوا عن دنيانا فجأة وبلا مقدمات.. ونحن جميعا وبلا شك ننتظر دورنا في الصعود إلى قطار العمر.. الذاهب إلى الجنة بإذن الله تعالى.

لذا.. فاليعتبر كل شخص هذه الورقة موجهة له شخصيا.. وأن يسامحني من كل قلبه.. تماما كما سامحت الجميع من كل قلبي.. أقول لكم جميعا.. ها هي يدي ممدودة للجميع.. بالود والمحبة والتسامح.. بلا حقد أو كراهية.

وكل عام والجميع بألف خير ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات علاقة

قضية

يوسف الشريف

في فلسفة الثورة

عبدالله الغزال

سيدة الموائد الرمضانية الليبية!

محمد عقيلة العمامي

اترك تعليق