من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
المقالة

قضية

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

ما الذي يجعل مواطن ياباني وهو في عنفوان شبابه يتخلى عن حياته الغالية من أجل قضية لا تعنيه، وما الذي يجعل الشابة الأمريكية اليهودية تموت تحت المجنزرات دفاعا عن أرض غريبة عنها، أمثلة لا عد لها، ما الذي يجعلهم وهم في بلاد قصية يحتجون ويتظاهرون من أجل شعب يرونه مظلوما، يحدث كل هذا وأكثر ونحن نرى ونسمع ونكتفي بالإشادة بما يفعلون من أجلنا ومن أجل حريتنا بل ومن أجل شرفنا، لنعترف بأننا لا نعرف وثقافتنا العنصرية تمنعنا من استيعاب معنى الوطن ومعنى الحرية ومعنى الشرف الذي نعتقد أنه يمر من بين فخذي امرأة فقط، اللعنة، وهذه ليست إدانة بقدر ما هي تقرير واقع، فقد ولدنا في العصبية التي سبقت الوطن بمئات وآلاف السنين وما زلنا لم نخرج من رحمها بعد، فقد أرضعتنا القبيلة حليب أمومتها وعلمتنا أنها هي الحق وهي الحقيقة حتى ونحن نبحث عن خلاص منها، وهذا صحيح إذ لم يكن هناك من شيئ سواها، أما الكفار الذين يذهبون إليهم للتجارة فقد كانوا يعودون منهم دون أن يفكروا في أي رمز حضاري يرافقهم في عودتهم، وفي غير التجارة فقد ذهبوا للحرب واحتلوا بلدانا وأقطارا عديدة وبعيدة لكنهم لم يعودوا منها إلا بالسبايا من كل جنس ولون، اللعنة، وهذا هو حالنا حتى اليوم، القبيلة ما زالت هي الوطن في ثقافتها وآدابها وقبل كل شيء، في لغتها، إفتحوا المعجم وانظروا في مفرداتها، اللعنة، الوطن من استوطن وهي قد استوطنت الصحراء ونحن جميعا مازلنا تستوطن الصحراء عقلنا محكوم بالصحراء نحن جميعا مستعدون للموت من أجل إمرأة ولسنا كذلك من أجل وطن، اللعنة، وإذا كان قديما ينتهي عند خيمتها فإنه اليوم ينتهي عند عتبة بيتها،اللعنة، هل نحن جديرون بأوطاننا..؟

مقالات ذات علاقة

جائزة أحمد ابراهيم الفقيه

جمعة بوكليب

كادر وظيفي

نجوى بن شتوان

الثقافة… أقوى سلاح لتطور الأمم

يونس الهمالي بنينه

اترك تعليق