شعر

نون النسوة

من أعمال التشكيلي الليبي_ عبدالرزاق حريز

تعد الطعام
ترتب الثياب
تتذكر أعياد الميلاد
تعيد زر قميص لمكانه
تدثر البيت بالغطاء جيداً
حين تهزه ريح الخريف الباردة.
توقد شمعة..
تسكب الدفء بهدوء
فى قلوب قاطنيه
بحب تزج بقالب
الكيك فى اتون الفرن
وتراقبه حتى يبدأ فى
النضج .
تمزج الألوان لتغطي الثقوب
الباهتة فى الجدران

نون النسوة ..
تسامر قنديل العمر
الخافت تحدد زوايا فمها
بأحمر شفاه قرمزي
تنجح فى رسم إبتسامة
واسعة بعد معركة قوية
مع ملامحها المتجهمة

تشعل البخور تعيش
طقوس وحدتها بتروى
وصمت تسمع قرع
طبول وصراخ داخلها
لنسوة يردن التحرر
والخروج منها
يتهمنها بسجنهن
يقفزن الواحدة تلو الأخرى
يرقصن يتحدثن يأكلن
يثملن يقهقهن بصوتًا عال
يغمزن يتسكعن داخلها
تسقط مغشيًا عليها
لتنهض وهي تحصى آثار
الندوب وتتاوه من الألم .

هناك عند حافة الكون
هناك نسوة ينشرن الضوء
والبهار و يزرعن البن و
يركضن فى غابات التوق
ينسجن من صوت الريح
اشرعة .
يتساقطن كالنيازك والشهب
يتناثرن كالنجوم يمسكن
بالمذنبات و حين يحين
موسم الهجرة يكتسين
بالريش و يفردن اجنحتهن
و يواصلن الرحلة نحو
لا مكان .

مقالات ذات علاقة

كتابة الشعر في الصباح لم تعد سهلة 

عاشور الطويبي

حافة العمر

المشرف العام

شُــمُــوسٌ

جمعة الفاخري

اترك تعليق