متابعات

اللغة والثقافة العربية وتحديات العالم الشبكي بمنتدى جامعة طرابلس الثقافي

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

الدكتور “علي محمد رحومة” ، والدكتور “محمود الديك”

استضاف منتدى جامعة طرابلس الثقافي في إطار موسمه الثقافي لعام 2023م محاضرة بعنوان (اللغة والثقافة العربية وتحديات العالم الشبكي)، ألقاها الباحث في المعلوماتية والاجتماع الافتراضي الدكتور “علي محمد رحومة“، وأدارها وقدمها الدكتور “محمود الديك“، وذلك صباح يوم الإثنين 30 من شهر يناير الجاري بمدرج رشيد كعبار بحضور ثلة من البُحاث والأكاديميين والمهتمين، وقد تطرق الباحث في ضوء عدد من المحاور الرئيسة للعقلانية الغربية المعاصرة، وتوقف الدكتور رحومة عند مفهوم العقلانية كونه يعتمد على استخدام أو توظيف أدوات العقل البشري والاحتكام إليها في فهم الظواهر الطبيعية والإنسانية خاصة المنطق والتحليل والنقد والاستقراء والمقارنة والاستنباط موضحا بأن نظام إعمال العقل يمثل نظرية منهجية تحتكم إلى العلم وتسخير وسائله للوصول إلى المعرفة وتبني الفكر والرأي والحقيقة.

التعددية الثقافية
وتناول الدكتور رحومة قضية التعددية الثقافية العربية بالإشارة إلى أن الثقافة العربية عرفت تعدديتها منذ بدايات تاريخها المعروف والمأثور في أصولها ومرجعياتها في فترات ما قبل ظهور الدين الإسلامي وما بعده بدءا من عصر التدوين وصولا للعصرين الأموي والعباسي على وجه الخصوص، مضيفا أن القبائل العربية تعددت فيها المواطن والاختلافات مما جعلها تنتج لغاتها ولهجاتها المتنوعة مؤكدا أنه نتيجة لانحسار الحضارة العربية والإسلامية وتراجع علو كعبها لعوامل وأسباب تاريخية كثيرة تحللت الكثير من معطيات الثقافة العربية كمنتجات حضارية في الثقافات البشرية الأخرى ويرى الدكتور رحومة أن الحضارة الإنسانية الحالية امتلكت المقومات الكافية للنهوض من لغة ورموز فكر وتفكير وميراث كبير من التعابير والأمثال والتراكمات الذهنية والوجدانية في الآداب والفنون، واستدل الدكتور رحومة بثراء المفردات العربية التي تفوق حوالي 12 مليون كلمة في المقابل الإنجليزية التي تصل لحوالي 600 ألف كلمة والفرنسية 150 ألف كلمة والروسية 130 ألف كلمة.

التحديات الإلكترونية
فيما أشار الدكتور رحومة للتحديات الإلكترونية مشددا على أن إذا أراد العرب المشاركة والمنافسة والتميز في العالم الشبكي الإلكتروني عليهم أن يفهموا كيفية تغيرنا الإنترنت، وأليات التغيير تمتلكها وطرح ماهية أهم نقاط القوة لدى العرب سيما الممثلة في التعددية العلمية والتقنية علاوة على معادلة التنافس في اللغة والنجاح في الابتكار وكيفية التمثل بين المواجهة والمنافسة الثقافية لافتا إلى طبيعة ما يُحدثه الإنترنت من تغيير تجعلنا إزاء ثلاث حالات جوهرية تبرز طبيعة التغير في حركة الإنترنت بالنسبة للفرد والجماعة البشرية أولها إذابة ما يُعرف بالمركزية على المستويين البشري والمؤسسي، وسقوط الحصانة الذاتية في الذات الرقمية أي لا أحد محصنا في أي شيء ضد أي شيء وثالثا فقدان الإحساس بالزمن، وهو النأي عن النمطية الاجتماعية الطبيعية، كما استعرض الدكتور رحومة مظاهر التأثير لمستخدمي الإنترنت فبسبب التأثير العميق للإنترنت على حياة الأفراد ككل أصبح الإنترنت يفرض عزلة على الأفراد عن محيطهم الاجتماعي الحي والطبيعي لدرجة حل فينا التواصل الآلي محل التواصل الطبيعي

الوعي بأليات التغيير
من جانب آخر أكد الدكتور رحومة على أهمية الوعي بأليات التغيير في مضمونها وشكلها الحضاري ومؤثراتها المختلفة ولاعبيها الكبار ومنتجيها والقائمين على تطويرها، مستشهدا بجدول لإحصائية تبيّن استخدام العرب للإنترنت خلال عامي 2021 و2022م مفرزة أرقاما توضح بأن معدل استخدام العرب لموقع فيسبوك مثلا يأتي مرجحا على استخدامهم للمواقع الشبكية الأخرى بنسبة تصل لـ85%، وأضاف الدكتور رحومة أن منصات وتطبيقات إلكترونية مثل (التيك توك) ينشرون عبرها ما يريدون من مقاطع الفيديو ويتلقفها أبناؤنا وهذا إلى حد ما مقبول لكن لا يمكن أن يكون هذا الأمر مقبولا على علاته إلا لم ننافسه وبقوة ليكون لنا فيديوهات خاصة بنا و(تيك توك) خاص بنا، وهذه مسؤولية الجامعات ومراكز البحث العلمي، واختتم الدكتور رحومة محاضرته بالتأكيد على مدى الحاجة الملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الاعتماد على النفس بمقوماتنا الذاتية وإمكانياتنا الكامنة والمكتسبة في اللغة والثقافة والموارد البشرية، والتواصل مع الآخر.

مقالات ذات علاقة

عبدالحميد بطاو يطرب مساء طرابلس بقصائده الشعرية

المشرف العام

أمسية شعرية تُنير ليالي رمضان

مهند سليمان

دار الجيدة تصدر البالونة الكحلة لـ آمال فرج العيادي

المشرف العام

اترك تعليق