شعر

مـوقـف

لقد أحلت على العمالة الزائدة مرتين ظلما وعدوانا وفي المرة الثالثة وبينما كنت أحاور نفسي، أي تنازل يمكن أن أقدمه لكي تكف عنى هذه المظالم ويبدو أنني كنت منحنى القامة دون أن أنتبه ففوجئت بابني يرفع رأسي بيديه واشتعلت لحظتها في ذهني هذه القصـيدة التي دفعت ثمنها غاليا ولكنني اشتريت عزة نفسي: القصيدة بعنوان “موقف”

من أعمال التشكيلي الليبي صلاح بالحاج
من أعمال التشكيلي الليبي صلاح بالحاج

لا تخـف يا بني

حينما ينحني الجذع من طولـه

ليس من ذلّة تحت ثقل الرياء

لا تخـف يا بني

فالذي ينحني تحت ثقل معاناته

ليس مثل الذي ينحني ليقبل

نعـل الحـذاء

لا تخـف يا بني

(يفيض بما فـيه كل إناء)

وإن أبــاك

تعـّلم من محـن الّدهر

أن ليس للمرء من رأسمال

سـوى الكـبرياء

وأن الذي ينحني للعـواصـف

في لحـظـة الضـعـف

قد يتكّسر في لحظات الصـفاء

وأن السـماء

إذا ما تـراكم فيها السـحاب

وغـابت عـن العـين

تبـقى ســماء

وأن الثـناء إذا كان فيه مبالغة

فهو بعـض الهـجـاء

لا تخـف يا بني

(يفـيض بمـا فيه كـل إناء)

وأن أبــاك

يجـيد اخـتيار المـواقـف

في لحـظـة الابـتلاء

ربـمــا

بعـد حـين من الـّدهـر

يأتـيك مـن يـّدعـى

أنني كنت أتقـن عزف المواويـل

أحسـن وضـع الأكــالـيل

أعـرف خـلط المحـالـــيل

أعـرق

أشرب من ماء وجهي

فأشـعر بالارتــواء

لا تخـف يا بني

ولا يسـتفـزّك هـذا الهـراء

فالذي بعـد مــوتــى

ســتلقـاه في ورقــي

ليس إلا انطــوائي

ورفضي لأي احــتواء

مقالات ذات علاقة

القساة

خالد مرغم

نمشٌ أزرق … 2016

مفتاح البركي

لا شيء يعبرني … مازلت أبكي كالمطر

مفتاح البركي

اترك تعليق