إبراهيم مسعود المسماري
للشعراءِ الليبيينَ مع برنامجِ أمير الشعراء بأبي ظبي رصيدٌ قديمٌ من الأخذِ والردّ منذُ بداياتِهِ؛ ففي عام 2007 وفي أول مواسم أمير الشعراء شارك الصديق الشاعر (صلاح الدين الغزال) من مدينة بنغازي، كنا نتابعُه وكان يُرسل إليّ (الرنّات) من (أبوظبي) قبل كل حلقة كي لاتفوتَني متابعتُه ، ولقد أبلى بلاءً حسنا وتحصَّل على نسبة عالية في التصويت أعلى من غيرِه (الصورة المرفقة للتصويت) لولا أنه اصطدم بأحد أعضاء اللجنة هو الدكتور (صلاح فضل) رحمه الله ، وحدثت مشادّةٌ بينهما كان لها تأثيرٌ على النتيجة فيما يبدو ، أحزننا ما حدث وعاد صلاحُ وكتب قصيدةً انتقد فيها أسلوبَ (صلاح فضل) – رحمه الله – في تعاملِه معه … العام التالي 2008 أرسلْنا قصائدَنا نحن – الشعراءَ الليبيين – إلى مرحلة (الثلاثمئة) وانتظرْنا، لكنّ النتيجةَ قالت : لا مشاركةَ لأيّ شاعرٍ ليبي إلا شاعرا واحدا سافر بقصيدتِه شخصيا لكنه أُقصي من البداية رغم أن قصيدتَه كانت في المستوى!
بعثْنا تساؤلاتِنا إلى القائمين على البرنامج فقالوا إنه لم تصلْهم أيةُ قصيدة من ليبيا ، كتبتُ إثرَ ذلك مقالا عنوانه(مَن سرق قصائد الليبيين في مسابقة أمير الشعراء) نشرتْه كثيرٌ من المواقع آنذاك وما زال موجودا على الشبكة حتى الآن يحوي تساؤلَنا واستغرابَنا، كما يحوي قصيدة أرُدُّ بها على قصيدة صديقي الشاعر (صلاح الغزال) متصامِنًا معه من نفس بحرِها وقافيتها … وبعد فترةٍ عرفْنا السببَ الحقيقيَّ وهو أنّ ذلك كان فيما يبدو ردةَ فعلٍ على منع الجهات المسؤولة في ليبيا آنذاك فَتْحَ التصويتِ دعما للبرنامج وأنّ السيدةَ المذيعةَ المشهورةَ (ن.ر) المتنفِّذةَ في البرنامجِ والمسؤولةَ عن تلقِّي الأعمالِ وتحويلِها إلى اللجنةِ هي من قامت بذلك!
مع أنهم في السنوات اللاحقة سمحوا بالمشاركة وشارك بعضُ الشعراء الليبيين وكانت أعمالُهم رائعةً كالشاعر (زكريا الفاخري) والشاعرة (فاطمة الرقعي) من اجدابيا على سبيل المثال رغم عدم حصول أيٍّ منهم على اللقب الذي تحكمه حسابات أخرى ليس هذا مجالَ تفصيلها ، ولا ندري إنْ كان ذلك هو السببَ فعلا أم لا … المهم أعودُ إلى القصيدتين ( قصيدة صلاح وقصيدتي) فأنشرُ بيتينِ من مطلعِ قصيدةِ شاعرنا الكبير صلاح الغزال ، بيتينِ فقط ، وأتركُ لمن أرادَها كاملةً أن يبحثَ عنها فهي موجودةٌ في مواقعِ الشبكةِ ، يقول صلاح في قصيدته التي سمّاها(شاطئ العذاب):
أحتاجُ وقتًا لكي أنسى جِراحاتي … لمّا امتُهِنتُ ولم يُحفَلْ بأنّاتي
على يدَي (…) لاعقلَ يُرشِدُهُ … أساء لي جَهْلُهُ المُضني بأبياتي
أما قصيدتي التي جعلتُ عنوانَها : (ضحية أخرى لأميرِ الشعراء) فأنشرُ لكم هنا أولَ أربعةِ أبياتٍ منها وأُحجِمُ عن نشرِها كاملةً؛ فقد كنا شبابًا تُحرِكُنا حميّةُ الشبابِ!
أولُها :
أضِفْ إلى جُرحِكَ القاسي جِراحاتي … أخي صلاح وشيئاً من مُعاناتي
أنت امتُهِنْتَ بلا ذنبٍ بدا وأنا … أُقصيتُ يا صاحبي قبلَ البداياتِ
ما كنتُ أحسبُ أن الحُكمَ أصدَرَهُ … قاضٍ بدونِ استماعٍ للشهاداتِ
لو كنتُ أعلمُ أن الخِصْمَ لي حَكَمٌ .. لكنتُ راجعْتُ مِن دهرٍ حساباتي
وبعدَ أن نشرتُها قال لي الأصدقاءُ : إنْ وصلتْ قصيدتُك إليهم فلن يَسمَحُوا لك بالمشاركةِ في السنواتِ القادمةِ ، قلتُ لهم ما عدتُ راغبا في المشاركةِ أصلا بعد ما حدث ، وأيضًا السنُّ لن تسمحَ حيث إنه لا يُسمح بالمشاركة بعد الخامسةِ والأربعينَ وكما يقولون (جت منك يا جامع)!
وختامًا لا أنسى أن أُهنِّئَ شعراءَنا الرائعين الذين شاركوا هذا العام وشرّفوا اسم ليبيا وكانوا متميزين وهم عبدالسلام أبوحجر وأحمد علي الفاخري، وأتمنى لشاعرتنا الليبية فاطمة الزهراء أعموم، التي مازالت تناضلُ هناك أن تفوز باللقبِ .