متابعات

المعهد العالي لتقنيات الفنون يُدشن أقسام تخصصية جديدة

الطيوب: متابعة وتصوير/ مهنّد سليمان

تدشين أقسام جديدة في المعهد العالي لتقنيات الفنون

أقام المعهد العالي لتقنيات الفنون بزاوية الدهماني طرابلس احتفالية خاصة بمناسبة تدشين أقسام تخصصية جديدة والمستحدثة بالمعهد التي تمثلت في قسم الفنون التشكيلية، وقسم الآثار، وشعبة تصميم المجوهرات، وذلك مساء يوم الخميس 8 من شهر ديسمبر الجاري بحضور الملحق الثقافي الإيطالي السيد “ماركيلو ماتيرا” ولفيف من المسؤولين وطلبة المعهد، وتضمن حفل الافتتاح عرض لمجموعة من اللوحات التشكيلية والأعمال النحتية بالإضافة لعروض متنوعة من الحُليّ والمجوهرات ذات الطابع التقليدي والتراثي بمشاركة نخبة من الفنانين والنحاتين، وقد توقفنا عند الدكتور “سالم الشائبي” مدير عام معهد تقنيات الفنون الذي أشار إلى أنه جرى استحداث قسم لترميم الآثار وقسم الفنون التشكيلية وشعبة تصميم المجوهرات حيث تعد هذه الأقسام مستحدثة في الدراسة بالمعهد، وهي من الأقسام النادرة أو الوحيدة على مستوى ليبيا بالنسبة للمعاهد والكليات التقنية، وأوضح الشائبي بأن فكرة فتح الأقسام الجديدة تمر بمراحل معقدة، وطويلة كونها تتصل بسوق العمل ومتطلبات الحاجة إليه.

إعادة قراءة الغزالة والحسناء
وأردف بالقول أنه نتيجة لما مرت به البلاد من ظروف حرجة ما جعلنا في حاجة ماسة لاسيما فيما يخص ترميم الآثار، وأكد أن قسم تصميم المجوهرات من الأقسام المهمة أيضا، مما يحذونا لمحاولة المحافظة عليها لأنها بدأت تندثر فعلى صعيد المجوهرات التقليدية والصناعات التقليدية بالكاد نراها موجودة لذا من الضروري المحافظة عليها والعمل على تطويرها وفق أسلوب علمي، وعزى الدكتور الشائبي عدم وجود قسم للفنون التشكيلية بالمعهد إلى عدم توفر أعضاء هيئة تدريس متمكنين، وكذلك لبعض المشاكل اللوجستية إنما اليوم تغلبنا على هذه المشاكل وجاهزون للافتتاح، ولافت لوجود جهات دعم كوزارة التعليم العالي، وتابع بأن أبرز العقبات كانت تكمن في شح الامكانيات، من جهة أخرى عرّج الدكتور “سالم الشائبي” على مشاركته بمختارات من أعماله النحتية المستقاة من البيئة وعلاقته بالتشريح، وحول منحوتته (الغزالة والحسناء) أضاف بأنه منحها تعبير وجه ليبي مبتسم لأضع عليها بصمتي المختلفة عن منحتونة الغزالة الشهيرة محاولا إعادة قرأتها بشكل مغاير وفي آن الوقت حافظت على النمط الخاص بها.

أزمة أرشفة التراث
فيما حدثتنا “آمال انديش” إحدى الطالبات المشاركات في المعرض المصاحب المتخصصة في تصميم المجوهرات مشيرة لباقة من المجوهرات والقطع المعروضة التي عمل عليها الطلبة المكونة من الأساور والخواتم والأقراط والنقوش وترصيع الأحجاربعضها يرجع لزمن طويل يصل لأكثر من مائة عام، والبعض الآخر ينتمي للمعاصرة، علاوة على التفصيل والحشو، وأكدت أن هنالك إقبال كبير عليها فالكثيرون اليوم لاسيما من أجيال اليوم أصبحوا يحنّون للمقتنيات التراثية القديمة، كما بيّنت انديش بأن المشكلة الرئيسة تمكن في غياب أرشيف لمحتوياتنا التراثية يعوزنا أرشفة تراثنا المحلي، وكل ما يُطلق من مبادرات يظل مجهود فردي وشخصي لا أكثر، وأردفت بالقول أن السيد “ناصر بن غريس” هو الشخص الوحيد الذي يحاول إرساء منهج لجمع كل هذه المحتويات التراثية والقطع القديمة خشية إندثارها.

انفراد التعليم التقني
من جانبه أضاف لنا “عمر بلقاسم محمد” الأستاذ في ترميم الآثار والمواقع التاريخية بأن كان للمؤسسات الأكاديمية دور كبير في قسم ترميم الآثار لكن انفراد التعليم التقني بطرابلس المتمثل في المعهد العالي لتقنيات الفنون بافتتاح هذا القسم، ونأمل أن يشكل هذا القسم عنصر فاعلا في تدريب واستقطاب العناصر الوطنية لإعداد فريق عمل لترميم هذه المواقع كالمدينة القديمة بطرابلس، وشرح لنا نبذة مختصرة عن مواد ترميم الآثار كأدوات ترميم آثار الفسيفساء، واسفنجة امتصاص المياه وأدوات الحماية أثناء عمليات الترميم، ومقياس صغير للكحول، والمطرقة المطاطية الخاضعة للكشف، فضلا عن مجرفة صغيرة للكشف، ومقياس خاص لخلطة المليط وغيرها من المواد.

أهمية تدريس المحافظة على الآثار
ثم بُثت كلمة مرئية مسجلة عبر الشاشة لمندوب ليبيا لدى منظمة اليونسكو “صالح العقاب” موضحا بأن التأسيس لهذه الاختصاصات الدراسية في منطقة تعج بالمناطق والمواقع الأثرية التي تجاوز أهميتها الحدود الوطنية مثل لبدة الكبرى وصبراتة وطرابلس وصولا إلى مدينة غدامس جنوبا ثم إلى نالوت ويفرن وغريان، وكل هذه المواقع تحتاج إلى الاهتمام والمحافظة، وأفاد أن ليبيا تعتبر من ضمن الدول الموقعة على العديد من الاتفاقيات المعنية للمحافظة على الموروث الثقافي المادي منها اتفافية عام 1954م واتفافية عام 1970م واتفاقية عام 1972م، ومؤخرا تمت المصادقة على اتفاقية عام 2003م للتراث غير المادي، وتوقيع الدولة الليبية على هذه الاتفاقيات يجعلها تلتزم بالمحافظة على هذا الموروث واستدامته، وأكد أنه من المهم جدا أن تكون لنا معاهد متخصصة في تدريس المحافظة على الآثار، وحمايته من التدهور ومما تتعرض له نتيجة للعوامل المناخية والطبيعية والبشرية، وأشاد العقاب أن مبادرة المعهد بتأسيس هذا القسم سيكون لها عظيم الأثر لما لها من أهمية وأيضا لتوافقها مع متطلبات سوق العمل، وقبل الاختتام أقيم حفل فني وموسيقي على مسرح المعهد تولت “أمل بن ساسي” تقديمه وأحياه المغني الشاب “عبدو جبارة” إذ تغنى بمجموعة الأغاني الليبية القديمة وعدد من الأغاني الغربية.

مقالات ذات علاقة

احتفالية بمناسبة الذكرى 11 لتأسيس مجموعة الأربعاء الثقافية في سبها

المشرف العام

متابعة لنشاط الهيئة العامة للثقافة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 48

المشرف العام

الجمعية الليبية للآداب والفنون تُحيي الذكرى الأولى لرحيل رضوان أبو شويشة

مهند سليمان

اترك تعليق