(ليبيا المستقبل- وزارة الثقافة)- أيها الغد الجميل.. بالرغم من أن عمري مائة ألف عام.. لكن مازال بمقدوري أن أنتظرك، هذا النص وسيرة قائله عبد العزيز الغرابلي وشهادات في أدب السجن، كانت موضوع الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات النشاط الثقافي المرافق لمعرض طرابلس الدولي للكتاب. وحملت الندوة عنوان “أدب السجون”، وقد استقبلت حضورا كثيفا من أصدقاء وأحباء الأديب الليبي الراحل عبد العزيز الغرابلي ومن أصدقاء النضال الذين ساركوه تجربة السجن المريرة على غرار جمعة الغماري وجمعة اعتيقة وعبد الله زاقوب وعلى الدعيكي وأدريس المسماري، وقام بتسيير الجلسة الكاتب والأديب عبد الفتاح البشتي. ودارت فعاليات الندوة على هيئة شهادات تناولت سيرة الغرابلي، الذي اعتقل عام 1973 ومكث بالسجن إلى أن توفى عام 1984، وتناول المشاركون صفحات من حياته التي قضاها بين القضبان، في محاولة من النظام القمعي لكسر الأقلام الحرة والأصوات التي نادت مبكرا بحرية الإنسان والوطن. واهتمت الندوة بتسليط الضوء على الجانب الثقافي والإبداعي في تجربة السجن، وتأثيره على مواصلة النضال، وتحدث رفاق الزنزانة عن مراحل النبوغ في الأدب والشعر والكتابة. واستحضروا في حديثهم الأنشطة الثقافية التي اتخذت لها صورا نضالية من أجل الاستمرار، مثل بعض الصحف والمجلات الدورية التي تكتب على قصاصات وبقايا الورق المتاحة. وقال إدريس المسماري أن شخصية الغرابلي بتنوعها وغنى مكوناتها هى ما نحتاج إليه الآن كمثقفين وليبيين عامة، وأشاد بصلابة موقفه وتحرره الفكري ووعيه، وقال: “في هذا الوقت بالذات نحتاج إلى أن نستحضر عطائه وتضحياته وتعاطيه مع قضايا الوطن”. وشارك عبد الرحمن الشرع بقصيدة قال البشتي أنها قصيدة العودة للشاعر، يقول مطلعها: لخرائب الفاشست نعيي والمديح لصاحبي. واقترح الأديب حسين المزداوي في ختام الندوة أن تجمع شهادات عن الراحل وأعماله المتعددة وتنشر متزامنة مع الذكرى الثلاثين لرحيله التي ستحل بعد أقل من أربعة شهور. وعبد العزيز الغرابلي من مواليد الزاوية 1947 برزت مواهبه الثقافية والأدبية في مرحلة الدراسة الجامعية في جامعة بنغازي، وكان له حضورا معتبرا في كافة المناشط الثقافية والفكرية، اعتقل عام 1973 ومكث بالسجن حتى وفاته 1948، أصدر فى السجن مجلة أبريل، وصدر منها أكثر من ثلاثين عددا، وترأس تحرير مجلة المتراس وهى صدرت في السجن أيضا، أسس داخل السجن دار نشر أصدرت ديوانين للشاعر عبد الفتاح البشتي وديوان للشاعر عبد الرحمن الشرع. كان أيضا فنانا تشكيليا وخطاطا ويتمتع بمواهب قيادية وتنظيمية.
المنشور السابق
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك