ليبيا المستقبل | الحسين المسوري
اُختتم أمس الأحد مهرجان درنة الزاهرة المسرحي، في دورته الخامسة التي حملت اسم الفنان (صالح الأبيض)، تكريما للراحل، لما قدمه خلال مسيرته الفنية…
وبغض النظر عن الأعمال المشاركة فإن وصول مهرجان درنة المسرحي إلى دورته الخامسة على التوالي هو إنجاز كبير في ظل الظروف الصعبة التي تمر بيها ليبيا بشكل عام ومدينة درنة بوضعها الخاص والتي تفتقد للمرافق التي يحتاجها أي مهرجان مسرحي من حيث عدد المسارح والفنادق والقاعات وتوافر المواصلات العامة، فمدينة درنة حاليا لا يوجد بها إلا خشبة مسرح واحدة صالحة للعروض المسرحية حيث مقر المسرح الوطني.
ورغم توافر المسارح والفنادق في طرابلس وبنغازي إلا أن طرابلس لم تستطع تنظيم مهرجان للمسرح منذ أكثر من 15 سنة!، بينما بنغازي هي الأخرى لم تشهد منذ ثلاث سنوات أي مهرجان مسرحي!، لذلك فإن تنظيم مهرجان مسرحي أو استضافة أي حدث ثقافي أو رياضي أو فني بحضور أعداد كبيرة من المشاركين والضيوف في مدينة درنة هو بمثابة المعجزة وحتى من يقول إن هناك جهات راعية للمهرجان فنعلم أن هذه الجهات لا تأتي إليك وتمنحك ما تريد بل إن إقناعها برعاية مهرجان فني ثقافي في درنة أمر صعب وشبه مستحيل، وهذا أمر يحسب لمنظمي المهرجان.
والأمر المثير للأعجاب هو أن هذا المهرجان الكبير من تنظيم فرقة أجيال المسرح وهم مجموعة من الشباب الدرناوي العاشقين للمسرح والذين يشقون طريقهم وسط طريق صعب مليء بالعراقيل يقودهم بكل نجاح الفنان رمضان الطيرة، والأكثر إثارة للدهشة أن فرقة أجيال المسرح بمدينة درنة لا يوجد لها مقر حتى اليوم!، فهل سنرى وزارة الثقافة تتحرك وتخصص قطعة أرض وتبني مقرا ومسرحا لهذه الفرقة؟
ليبيا المستقبل، 2022/11/14