( إلى الشاعر علي شَحّات )
ا
… مع الفجر.. الحاجة غَنيّة تلف رأسها بمحرمتها السوداء.. تلتقط سلة البيض.. تخرج من كوخها الصفيحي في ضاحية القرية.. تتجه إلى السوق.. تمشي وسط الضباب.. تدندن بأغنية.. تمضغ العلكة.. وتحلم بالشال الأحمر.
ل
… الضباب يبلل أطراف ردائها.. تقترب.. ينبح عليها كلب السوق!
ش
… ينحسر الضباب.. تفاجأ غنيّة بخط أسود يتلوى حول السوق.. تتوقف.. تحك رأسها.. تتلفت.. لا تزال القرية نائمة.. تلفظ العلكة.. تقترب من الخط.. ترفع رِجلها بحذر.. يرتفع الخط.. ترتجف.. تتعثر.. تنكفئ سلة البيض.. يقهقه الشرطي حارس السوق:
ــ من تحت الخط يا حاجة غَنيّة.
ا
… تنحني.. تتكئ بيديها على الأرض.. تمشي على أربع.. تحس بضغط الخط يلامس ظهرها.. يواصل حارس السوق قهقهته…
ل
… لم تعد الحاجة غَنيّة تذهب إلى السوق.. تستيقظ مع الفجر كعادتها.. تلف رأسها بمحرمتها السوداء.. تتشمس أمام البرّاكة.. تظلل عينيها بيدها.. تتأمل أسراب الغربان الحائمة فوق ضباب الوادي.. وخلف أسراب الغربان ترى الشال الأحمر يرفرف سابحاً فوق خط الأفق…
***
(2011)