متابعات

مجمع اللغة العربية يحتفل باليوم العالمي للترجمة

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

مجمع اللغة العربية يحتفل باليوم العالمي للترجمة0
مجمع اللغة العربية يحتفل باليوم العالمي للترجمة0

احتفالا باليوم العالمي للترجمة نظم مجمع اللغة العربية بقاعة القبة الفلكية بطرابلس احتفالية اليوم العالمي للترجمة لعام 2022م، وذلك صباح يوم الثلاثاء 25 من شهر أكتوبر الجاري، واستهل الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور “رجب دومة” وأدار وقدم فقرات الاحتفالية السيد “جمال حميدة” ومن ثم بث تسجيل للنشيد الوطني أعقبته كلمة لرئيس مجمع اللغة العربية الدكتور “عبد الحميد الهرامة” حيث أشار إلى أن كوكبة من المترجمين الليبيين أنفقوا زهرات أعمارهم في خدمة بلدهم وأمتهم ولغتهم العربية الشريفة واعتمدوا في ذلك بجانب مهم للغاية في رسالتهم الإنسانية وهو جانب الترجمة والنقل من لغات العالم المتحضر إلى لغتهم الأصلية والعكس، وتابع : هو تكريم يقتصر هذا العام على مواليد الأربعينيات من القرن المنصرم استكمالا للتكريم السابق الذي شمل أعلام الترجمة في الفترة السابقة لهذه العشرية، تلتها كلمة ألقاها السيد “علي شلاك” أمين عام ديوان مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن هذه الاحتفالية تجيء ضمن الاحتفال بطرابلس عاصمة الإعلام العربي وهي مناسبة مهمة عوّدنا المجمع الاحتفال بها سنويا إبرازا لأهمية دور الترجمة في نهضة الأمم وتقدمها وتعريفا بمساهمات المترجمين الليبيين لهذا الميدان الحيوي الذي تتنافس فيه الأمم وتتفاخر بما تنجزه فيه، أعقبتها كلمة تعريفية لليوم العالمي للترجمة ألقاها الدكتور “محمد مصطفى بلحاج” نائب رئيس مجمع اللغة العربية مؤكدا من خلال كلمته بأن هذا اليوم يعبر عن وعي ناضج واهتمام واضح بأهمية الترجمة ودورها في التواصل بين مختلف اللغات والشعوب سعيا لتبادل المنافع والخبرات والمعارف والعلوم، وأردف قائلا : لقد قصدنا بهذا الاحتفال المتميز المشاركة في فعاليات هذا الموسم الإعلامي الكبير قصدنا التعريف بمجمعنا اللغوي الليبي الذي تأسس وافتتح رسميا في صائفة 2002م برئاسة الدكتور الراحل “علي فهمي خشيم”.

فوضى الترجمة في غيبة النقد


وعقب استراحة قصيرة انطلقت أعمال الجلسة العلمية التي أدارها الدكتور “محمد مصطفى بلحاج” وشارك فيها الدكتور “الصديق بشير نصر” بورقة علمية جاءت بعنوان (فوضى الترجمة في غيبة النقد)، وقد أوضح الدكتور الصديق في مشاركته بأن الترجمة عمل مضنٍ وعسير ويتطلب جملة من المهارات التي قلما تتوفر إلا للقلة القليلة فالترجمة مخاض عسير ومن يكابد هذا المخاض يشعر تماما بقيمة هذا العمل، وكثير من الناس في العقود الأخيرة تجاسروا على الترجمة واستسهلوا الصعب فيها وتهيأ لهم أن الترجمة أمر يسير وفي حقيقة الأمر الترجمة أمر عسير وعسير جدا، فخرجت علينا أعمال ليست بالمستوى المطلوب، وأضاف إن الترجمة حرفة وفن إذ تجتمع في الترجمة هاتان الصفتان فكل ترجمة فيها قدر كبير من الحرفة والصنعة وقدر كبير من الفن والإبداع والابتكار والخلق، مشيرا إلى أن هنالك ترجمات كثيرة تتوفر بها الصنعة ولكن تفتقر للفن تفتقر للإبداع والابتكار بينما هنالك أعمال أخرى فيها شيء من الإبداع والابتكار لكنها تخلو من الصنعة، وفي سياق متصل لفت الدكتور الصديق أن الترجمة تعاني كثيرا في العالم العربي منذ بواكيرها في العصر الحديث وفي مطلع القرن العشرين وحتى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين من مجموعة من المشكلات التي توشك أن تشكل ظواهر سلبية قد تفقد الثقة في ترجمة بعض النصوص، وهو ما قد ينسحب بدوره على النصوص المترجمة نفسها وعلى أصحابها، مؤكدا من جهته بأن مهمة المترجم النبيلة أوشكت أن تتحول لمعرض للسلع الرخيصة ينادى عليها في الأسواق وفي هذه الفوضى أقبلت دور النشر التي هي أيضا لم تعد تراعي المعايير العلمية في الترجمة على طباعة ترجمات ليس لها من قيمة إلا أنها تدر ربحا عليها ولو كانت ترجمات منتحلة، ويرى الدكتور الصديق إن المناخ العلمي والثقافي لا يشجع على الترجمة فالترجمة بضاعة كاسدة وفقيرة هي الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى فالسواد الأعظم يستسهلون الترجمة للعربية ويستصعبون العكس.

الترجمة الفورية الإلكترونية


فيما شارك الباحث “خالد بن عثمان” بورقة علمية عنوانها (الترجمة الفورية الإلكترونية) تطرق فيها للترجمة الإلكترونية وتداول الترجمة الإلكترونية تلقائيا مشيرا إلى أن العالم اليوم يواجه على شبكة الإنترنت كما هائلا من النصوص والمعلومات حتى بات التعامل معها يشكل هاجسا مخيفا لكافة متصفحي الشبكة فالمعلومات والصفحات يبلغ حجمها المليارات موزعة كما هو معروف على مئات اللغات وبالتالي فهي تحتاج إلى ترجمة من وإلى، فالبرامج والمواقع الشهيرة التي بذلت الكثير من الجهود لتوفيرهذه الخدمة مازالت عاجزة عن السيطرة على الأوجه والاحتمالات المتفاوتة للصيغ اللغوية المختلفة، واستعرض الباحث تعريفات للترجمة الإلكترونية في ضوء الجيل الأول من قواميس الترجمة الإلكترونية وهي مجموعة من التطبيقات والخدمات على الإنترنت تستخدم تكنولوجيات التعلم الآلي لترجمة كميات كبيرة من النصوص من وإلى أي من لغاتها المعتمدة، وأشار أيضا للجيل العميق أو الترجمة العميقة التي تسمح للتكنولوجيا من التعرف على الكلام للوصول إلى مستوى الجودة التي سمحت لفريق مايكروسوفت المترجم للجمع بين التعرف على الكلام مع به الأساساسية لترجمة النصوص ، وتابع إن تقنية التعلم الأساسية المستخدمة كانت في هذه الصناعة هي الترجمة إليه الإحصائية(smt) ويستخدم التحليل الإحصائي المتقدم لتقدير أفضل الترجمات الممكنة للكلمة نظرا لسياق بضع كلمات، وعرّف الباحث بن عثمان عن سحابة الترجمة الإلكترونية فتم استخدام المترجم من قبل مجموعات مايكروسوفت منذ عام 2007 وهو متاح كواجهة برمجة تطبيقات للعملاء منذ عام 2011م يستخدم المترجم على نطاق واسع داخل مايكروسوفت وهي مدمجة عبر فرق توطين المنتجات والدعم والإتصال عبر الإنترنت.

تكريم المترجمين الليبيين
واختتمت الجلسة الصباحية بتكريم كوكبة كبيرة من المترجمين الليبيين اللذين تتراوح تواريخ مواليدهم من عام 1940 وحتى عام 1949م يصل عددهم لـ48 شخصية مكرّمة، ونذكر منهم : “عبد الحكيم الأربد”، “عبد الله مختار السباعي”، الدكتورة “لطفية أحمد بن عامر”، “عبد الرحمن محمد الطويل”، الدكتور “فتحي ثالح أبو سدرة”، “عيسى صالح فرج”، وفي الجلسة المسائية التي أدارها الدكتور “عبد الحميد الهرامة” أقيمت أمسية ألقى فيها الدكتور “محمد محمد بن طاهر” مختارات متنوعة لعدد من القصائد والنصوص الأجنبية المترجمة، تلتها كلمة اختتام الاحتفالية.

مقالات ذات علاقة

عيد أضحى مبارك

المشرف العام

صدور عدد جديد مجلة رؤى الليبية

المشرف العام

اِنطلاق مَهرجان الزّمن الجّميل الأَول للموسيقا في بَنغازي

المشرف العام

اترك تعليق