بِرُغْمِ صَخَبهِ الكثيرِ
وظلالهِ الكثيفةِ
والطرقِ المقبلةِ التي سيسلُكها ؟!
مُغمضَ العيونِ
مُكبّلاً بذاكرته
سابحاً في رجائه :
. . . . . . . . . .
حين كانت أمنيته تبزغُ كالشمسِ
وحين كانت حُروفُه مُنتصبةً كالسيوفِ
فارداً للجرحِ سماءه الأولىَ
ومُنتشياً حين يكونُ الجوابُ غِياباً
حين يكونُ الوقتُ مُتاحاً
كضحكةٍ طويلةٍ
سيمدُ يدهُ إلى قلبهِ
نافراً كذكرى
مُشرِقاً كالذهولِ
منـزوعَ المخاوفِ
مفتوحاً على مُـختلفِ الجهات
لكنه بِرُغمِ :
كلِّ الحروفِ
والقصائدِ الـمُذهبّةِ
ورغم الليلِ الذي سدَّ عليه الأبوابَ
كان رغم أفكارهِ الـمُهندمةِ
ورغم ابتسامتهِ الضاجّةِ بالرجولةِ
ورغمَ اشتهاءاتهِ الكثيرةِ
ورغمَ الـمسافاتِ التي شذبتِ القلبَ
وفكّت عُقدةَ اللسانِ
وسنواته المتساقطةَ
وألوانهِ الباهتة.
ورغم وقته الضيق دائماً
. . . . . . .
. . . . . . .
كان طِفلاً يلهوُ
ويحلمُ طويلاً بشوارعَ تُطاوعُه
وأرصفةٍ مُتاحةٍ للزهور!!