شعر

هـل كـان شبـحاً ؟!

هل كان شبحاً ؟!

أم حاجاً مغربياً فقيراً

مرَّ في علبة الرمل هذه

لتبزغ من زوجته القبائل.

هل كان ؟!

أو أن الذاكرة المرهقة

هي من ذهب في الخيال بعيداً

سؤالٌ تعلق في عنقي كقلادة عراف

هل كان شبحاً ؟!

أيتها المترامية الأطراف

قبل أن يطلق فيك ” قنانة “

سحر أغنيته

ويتوسد ضريحه العتيق

قبل أن يمر فيكِ الأولياء

الذين تناثروا في جوانبكِ

طريقاً مستقيماً إلى الله.

هل هي الصدفة ؟!

من اخذ بيدكِ بعيداً عن قلق المؤرخين

من هذا الاتساع الصحراوي الرهيب.

هل كانت الجغرافيا أم التاريخ ؟!

من رسمكِ بهدوءٍ على الخارطة

ها أن أحمل عبء السؤال

وأنفخُ في رماد الحكايا

ملتقطاً من أفواه العجائز خيطاً رفيعاً

منتفضاً في الأسطورة.

هل هو القبلي ؟!

هذا الزنجي المغامر

يلتهمُ كلما مرَّ قطعةً منك

ينحت ملامحكِ بشراسةٍ وقلقٍ أزلي

رابضٌ كضريح مرابطٍ بقبته الخضراء.

هل هم العابرون

في سكونها المخيف ؟!

هل ؟! أو هل !؟

هل هو الخوف ؟!

من تربص بكِ

تسوقه خيول الفاتحين

ومدافع الأتراك

وترسمه إيطاليا بأسلاكها الشائكة.

أم هو كلُّ هذا ؟!

من جعلني أتأملك بكثيرٍ من الذهول

وطنٌ يتربص بي كلَّ لحظة.

ويتركني في آخر طابور الواقفين

على بابهِ

أقودُ قطيع أفكاري التائهة!!

…………………..

20 .10 .2007

مقالات ذات علاقة

نصوص

سعاد يونس

القيد والظلّ والأماني

عاشور الطويبي

نصان: على هامش النشيد – غواية

عاشور الطويبي

اترك تعليق