على مدى اثنين وأربعين عاما حافظ الدكتور محمد احمد وريث على استمرار صدور مجلة (تراث الشعب)، وقد تشرفت بأن استلمت منه نسخة من العدد الجديد الذي صدر الأيام الماضية من هذه المجلة الفصلية المتخصصة والمحكمة، علما بأنه قد سبقه في رئاسة تحريرها المرحوم مصطفى نصر المسلاتي.
تناول العدد الجديد من المجلة عددا من الموضوعات المميزة، وقد تصدرت الصفحات الأولى قصيدة جميلة لرئيس التحرير الشاعر الأستاذ محمد وريث يبدو أنه قد كتبها بمناسبة السنة الهجرية الجديدة حملت عنوان ( هجرة صاحب القصواء ) وهي قصيدة طويلة من أكثر من خمسين بيتاً، منها:
طوبى ليثرب أهلها النصراء ….. لرسـول حـق ما له نظـراء
شرفت بهجرته إليها والهدى ….. منه تضيء بنوره الأرجاء
يا ابـن عبـد الله إنــك أيــة ….. ممـن بأمــره تنـزل الأنـواء
إلى أن يقول
إن النهاية في الرحيل ليثرب ….. قد شارفت فاستقبلته قُبـاء
ولمن دعاه إلى النزول بداره ….. من بعد أن تتوقف القصواء
لكنـهـا بركـت بغيـر توقـع ….. مـا قـادهـا شـد ولا إرخــاء
أثنـى عليـك الله فـي قرآنـــه ….. واتــاك منـه موعـد ولقــاء
وذُكرت تكريما لاسمك مفرداً ….. مـا نال مثـلك قبلك العظمـاء
كما تضمن العدد مواضيع مختلفة منها بحث له علاقة بالمصالحة الوطنية والتذكير بوثيقة درنة التاريخية للمصالحة بين القبائل التي عقدت عام 1946م.
وبحث عن الآثار الإسلامية المبكرة في ليبيا للأستاذ سعيد حامد
وبحث عن الاشربة الليبية بين اللغة والتراث للأستاذ البوصيري عبد الله
وبحث عن الشهيد عثمان أفندي وهو المتطوع الانجليزي ستيوارت سمولوود الذي اسلم وشارك المجاهدين في الدفاع عن درنة عام 1912م للأستاذ عبد الكريم ابوشويرب.
وجانب مهم من سيرة الأديب والمؤرخ الراحل الدكتور وهبي البوري ورحلته مع الملك إدريس للاستشفاء بدولة سويسرا.
وعدد أخر من المقالات الهامة.
يمكننا القول بأن ما يقوم به الدكتور محمد وريث من مجهود كبير ــ يكاد يكون شخصي ــ من أجل الحفاظ على صدور هذه المجلة التي تأسست عام 1980، وبلغ عمرها حاليا 42 سنة كاملة، ومازالت تصدر رغم كل الصعاب التي تواجهه، يمكننا القول بأنها رحلة جهادية ثقافية تحسب للدكتور محمد وريث نأمل أن تكون في ميزان حسناته.