متابعات

اختتام فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الثقافة الليبية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة حول أسئلة الثقافة الليبية – قاعة المؤتمرات بقصر الخلد العامر

أقيمت صباح يوم الأربعاء 14 من شهر سبتمبر الجاري ندوة فكرية حول أسئلة الثقافة الليبية وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الثقافة الليبية الذي انطلق قبل يومين بقصر الخلد العامر بتنظيم وإشراف وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، وقد شارك في الندوة نخبة من الكتّاب والأساتذة وهم : الباحث “السنوسي حامد” والكاتب “منصور أبو شناف” والكاتب والشاعر “عبد الحكيم كشاد“، وقدم وأدار الندوة الدكتور “أحمد رشراش”، وأشار الباحث السنوسي حامد إلى أنه بمجرد ذكر الثقافة الليبية يتبادر لذهنك فورا ثقافة الدولة وسؤال هل الثقافة الليبية هي ليبية حقا ؟ بمعنى آخر هل الثقافة الليبية الحالية تعبر عن كل الليبيين وعن التعددية الثقافية ؟ وأوضح بأن الصورة النمطية هي اختزال الثقافة في الجانب الذهني كالأدب أو الرقص أو الأزياء وهذا حسب ما يرى الباحث مفهوم قاصر للثقافة فالكثيرون يرون مثلا أن مكوّن التبو لايزالون يركبون الجَمَال ويسكنون شعاب الفيافي ويشككون في ليبيّة التبو فقط لكونهم يمتلكون خصوصيتهم في الزي واللغة وما نحوها.

من جانبه بيّن الكاتب “منصور أبو شناف” أن أسئلة الثقافة في ليبيا بدأت مع أول سؤال في كتاب معنى الكيان للكاتب الراحل “يوسف القويري” بعد الاستقلال والإجابة عن هذا السؤال عُد أول مشروع نظري حديث اسمه ليبيا وحاول القويري في كتابه الرائد الإجابة عن معنى الكيان الليبي بجذوره التاريخية وتجليات وحدته في مواجهة الآخر الغازي ووحدة مكوناته الاجتماعية ووحدة ثقافته ومعتقداته رغم تنوعها القويري يرسم الصورة على هذا النحو وأضاف إن القويري في كتابه يقدم الكيان الليبي ككيان واحد موحد في ثقافته برغم إشارته لتنوع هذه الثقافة لكن دون التطرق لتفصيلات هذا التنوع ويعزي أبوشناف هذا الأمر أنها ربما تكون بذرة عدم إدراك أو عدم تعبير عن وجود تنوع ثقافي واختلافات ثقافية في الكيان الليبي عبرالتاريخ، وأردف أبو شناف بأن الثقافة الليبية الحديثة لم تنشغل كثيرا بمعنى الكيان أو صورة الكيان الذي أنتجها العملي أو البحث العلمي والثقافي.

فيما تطرق الكاتب والشاعر “عبد الحكيم كشاد” لقضية المثقف والمؤسسة مشيرا إلى أن الدور الأبرز للثقافة الليبية في المجتمع هو الوعي بألية التغيير الجمعي سلوكا وتوجها وهو ما يخلق التراكم المعرفي بالضرورة الذي يفتح آفاق التغيير المنشود، ويؤكد بأن المؤسسات الثقافية هي الأقنية التي يفترض أنها الراعية لهذه المضامين وتلك المفاهيم والتي يمكن أن تشكل هذا التأثيرفي الرأي العام، خاصة إذا ما عرفنا أن الثقافة هي ما يعكس أسلوب الحياة في أي مجتمع، كما عرّج كشاد لمسألة غياب التواصل والقطيعة المسكوت عنها خاصة في ظل التقدم التقني والتطور المذهل الذي تشهده وسائل الإعلام الحديثة وهو ما يزيد الأمر صعوبة والسؤال كيف يمكن تأصيل الخطاب الثقافي التنموي الفكري الذي يختص ببناء الإنسان والذي يفترض أن يتبنى مشاريع حقيقية ثابتة وليست وقتية، وشدد كشاد على أهمية طرح السؤال مرة أخرى عن إمكانية هذا التلاقي بين الدور الثقافي المهم والفاعل سواء في الصحافة المكتوبة أو عبر وسائل أخرى حديثة وبين المؤسسات وعلاقة المثقف بها من ناحية أخرى، وعلى هامش الندوة وقع الكاتبان الشاعر “عبد الحكيم كشاد” والدكتور “أحمد رشراش” أحدث إصدارتهما عن وزارة الثقافة.

أمسية شعرية بقاعة المؤتمرات بقصر الخلد العامر

وعند حلول المساء انتظمت بقاعة المؤتمرات أمسية شعرية أحياها كوكبة من الشعراء وهم : “صالح قادربوه ” و”يوسف عفط” ومحمد عبد الله” و”أكرم اليسير” وقدمها وأدارها الكاتب والشاعر “رامز النويصري” وذلك بمصاحبة عازف الكمان “أحمد الحافي”، بحضور عدد من الكتاب والشعراء ومتذوقيّ الشعر، وألقى “محمد الهدار” رئيس اللجنة العليا لمهرجان الثقافة الليبية كلمة توجه فيها بالشكر والتقدير باسم اللجنة التحضيرية لكل الشعراء المشاركين بالأمسية موضحا أن إحياء هذه الأمسية جاء انطلاقا من حرص وزارة الثقافة على المحافظة على هذا المعين الإبداعي الخالد، مؤكدا على أن الشعراء هم مشاعل النور التي لا تنطفئ والتي تنير لنا وحشة الدرب، ثم استهل الشاعر “صالح قادربوه” بقراءة رصينة لثلاث نصوص تنوعت عناوينها من (اسمك) و،(أولاد) و(خمس فراشات) أعقبه الشاعر “محمد عبد الله” بقراءة مختارات من مجموعته الشعرية (بدون ذكر أسماك)، تلاه الشاعر “يوسف عفط” ليقرأ باقة من قصائده التي تمثلت في عناوين (الوردة) و(ما بين لامين)و(سأشعل في يدي ميشا)و(ولغز المدينة) ليختتم الشاعر “أكرم اليسير” الأمسية بمجموعة من النصوص (مكيدة)و(ضحكتها)و(لا حب يأتي في البريد).

الحفل الفني الساهر

ثم استكملت فاعليات المهرجان باحياء حفل فني ساهر تبارت فيه الكلمات والألحان والأصوات بمشاركة فرقتيّ غاسرو من مدينة نالوت وفرقة زرياب من مدينة سبها اللتان قدمتا وصلات فنية متعددة لاقت استحسان الحضور، كذلك شهد الحفل مشاركة من المغني الشعبي “رمزي العبيردي” كما قدم المطربون الثمانية المشاركون في المسابقة الغنائية مجموعة من الأغاني استعادت التراث الليبي القديم، أعقبها لاحقا تكريم مجموعة من أعضاء اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان وكان من ضمن المكرمين السيدة “مبروكة توغي عثمان” وزير الثقافة والتنمية المعرفية، واختتم المهرجان دورته الأولى باعلان لجنة التحكيم فوز المطربة الصاعدة “روعة صلاح” بالمرتبة الأولى في المسابقة الغنائية .

مقالات ذات علاقة

مصلحة الآثار الليبية تستلم جميع المقتنيات الأثرية بسوق الحوت

المشرف العام

أوّل صالون ثقافي نسائي في المرج الليبية

خلود الفلاح

الإبداع الثقافي في الإعلام الرقمي

المشرف العام

اترك تعليق