المقالة

هذه الأرض ستكون حنونةً

بيسان النابلسي

صورة من أعمال المصورة آية الحضيري
صورة من أعمال المصورة آية الحضيري

بينما يتسأل الجميع عن طقوس عرسنا هل سيكون ليبياً أم فلسطينياً؟

بينما تسألني قريباتي كيف سيكون شعوري عندما يتحدث أطفالي باللهجة الليبية؟

بينما الجميع منشغل بكيف ستكون حياة ليبي وفلسطينية تلك العلاقة التي يعتبرها البعض مُعقدة ويعتبرها الطرف الآخر خليطاً مناسباً بين بلدين يملكان قلباً واحداً؟

كان كل ما يشغل تفكيري أنّ يعقد قراننا رفقة حفلة بسيطة، لا تنتمي لبلدينا تتبعها رحلة نبدأها من التجوال بشوارع بنغازي التي شهدت على ليالي حبنا، للكورنيش الذي جلست به مراراً أشكو له من وجع الحب، تتبعها رحلة لأقرب المدن لقلبي “المرج” تلك المدينة التي سينتمي لها أطفالي يوماً، نجلس أنا وهو بإحدى مزارعها تحت الأشجار رفقة كوب الشاي الأخضر بالنعناع الذي استطعت سرقة وصفته من إحدى عجائز البلدة، للبيضاء مثلاً لأكل المثرودة، لشحات لتبقى صور اثارها العتيقة ذكرى لأطفالنا، وأريد تجربة البازين وتلك الأكلة التي أصر مشري أنّ تكون وجبة النواب اظن انه “الرز المرجع” ولأن الجنوب غير مهمش أريد تجربة الفتات شعرت إنه لذيذة حين تأملت عيناي الحول وهو يسعى جاهداً لفرضه بالمجلس بالمناسبة لابد انّ نذهب لاجدابيا لعدة أيام، حتى وإن تزوج امويلة الذي كان فارس أحلامي لفترة فالعم بورقبة سيرحب بنا وأعلم جيداً انه لن يقبل أنّ نرحل إلا بعد ثلاثة أيام، سيحقق حلمي ويطعمنا من تلك ” المكرونه” التي يعدها لزوارهم مع اللحم، لمصراته والخمس وطرابلس سأدعس تراب كل المدن لأتأكد بأن هذه الأرض ستكون حنونةً على أطفالي ولأثبت لهم بأن المدن والثقافات واللهجات تختلف لكن الوطن يجمعهم.

مقالات ذات علاقة

غياب المنحوتة الأخيرة لـ(علي الوكواك)

المشرف العام

عوّد على هامش طاولة الخال ميلاد وخبزه

البانوسي بن عثمان

في بيتنا تلفزيون

سالم العوكلي

اترك تعليق