الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
أقام جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس احتفالية توقيع كتاب (العلاقات الليبية الفرنسية السياسية والثقافية خلال القرن التاسع عشر الميلادي) للدكتورة الباحثة “مفيدة محمد جبران” وذلك بحوش محمود بي بزنقة فرنسيس مساء يوم الثلاثاء 26 يوليو الجاري بحضور كبير من الكتاب والأدباء والإعلاميين والفنانين، وأدار وقدم الاحتفالية الكاتب “عبد الحكيم الطويل“، وتضمنت الاحتفالية مشاركة الشاعر والقاص “رامز النويصري” الذي شارك بورقة ضمنها عرضا انطباعيا عما جاء في الكتاب مشيرا إلى أن الكثير يعتقدون بأن ليبيا كانت على هامش التاريخ وأول المعتقدين بذلك هم الليبيون أنفسهم ممن يظنون إن ليبيا دولة حديثة التاريخ وأن علاقاتها الخارجية لم تتعد محيطها الإقليمي وإنها باختصار كانت بلاد معبر لا بلاد مقر.
وفي سياق ملاحظاته أعزى النويصري تفشي هذا الخلل لانحسار عادة القراءة وضعف آلة النشر وضعف البحث ومركز البحث في الرفع من وتيرة البحث في التاريخ الليبي وهو ما أطلع مجموعة من البحاث الجادين ممن يمتلكون شغف البحث ومنهم الدكتورة مفيدة جبران، وأردف متابعا أن العلاقات بين الدول تعكس اهتمام أطراف كل دولة بالأخرى بما تحتويه كل دولة من إرث سياسي وثقافي واقتصادي للاستفادة منه بما يعود بالفائدة على كل طرف وما يحقق له غاياته، مضيفا بأن كتاب (العلاقات الليبية الفرنسية) يتناول العلاقة بين ليبيا وفرنسا وبوسعنا عند هذه الخطوة تصور وجود دولتين ثمة علاقة تربطهما وهي علاقة سياسية كما نفترض لكن العنوان يحدد مستويات هذه العلاقات فيعين مستويين لهذه العلاقات منها السياسية ومنها الثقافية وينتهي العنوان إلى تحديد الفترة الزمنية أو تاريخ هذه العلاقات المتمثلة في القرن التاسع عشر وهي الفترة التي تمتد من عام 1800 وحتى عام 1899م وهي فترة ليست مهمة إقليميا إنما مهمة على المستوى العالمي للأحداث التاريخية قياسا بما شهده العالم وقتذاك، فيما استعرض النويصري محتويات الكتاب والمعايير التي اعتمدتها الباحثة وهما يتمثلان في معيارين الأول العلاقات السياسية والثقافية والثاني القرن التاسع عشر.
عقب ذلك ألقى عدد من الكلمات الاحتفائية للأستاذين “مصطفى حقية” و”عبد الحكيم الرياني” وكذلك شارك الدكتور “هيثم الغاوي” بورقة أكد من خلالها أنه في الوقت الذي تعاني فيه مدننا التاريخية من فوضى معمارية جراء الاضافات والاهمال والتشويه تتلاشى فيه ذاكرتها المعمارية شيئا فشئيا فلم يقف عطاء الدكتورة “مفيدة جبران” عند البحث والتوثيق التاريخي للأحداث السياسية فحسب بل تعدى ذلك إلى التوثيق التاريخي المعماري فكان فيه نفائس الكتب، كما اختتم مشاركته بتثمين عطاء الباحثة وجهدها البحثي التاريخي، في المقابل ألقت الدكتورة “مفيدة جبران” كلمة تحدثت فيها عن مراحل إنجاز الكتاب وأضأت على نبذة مقتضبة منه، وتوجهت بالشكر لكل من ساهم وتعاون معها في إخراج هذا الكتاب وعلى رأسهم جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، ثم عرض لاحقا شريط مرئي يرصد السيرة الذاتية والمهنية للباحثة مدعوما بالصور، وأعقبه توقيع الدكتورة “مفيدة جبران” لعدد من نسخ الكتاب للحضور.