كان ابتهاجاً صادقاً نقياً، ذلك الذي عاشه أصدقاء دار حسن الفقيه حسن وضيوفهم الذين لبوا الدعوة إلى الإحتفاء بمبدع ساهم مع غيره من مبدعينا في صياغة وجداننا الوطني والإنساني. ابتهج الجميع ورددوا مع مطربينا محمد أبوجراد، لطفي العارف، مراد اسكندر ومصطفى طالب، على ايقاع موسيقى علي ماهر، طوالي مروح طوالي، ودي نقي، كيف ننسى، بلد الطيوب.
وكان اللقاء في دار نويجي بالمدينة القديمة بطرابلس في موعده عند الخامسة والنصف يوم الثلاثاء 2016/5/24 مع أمسية ثقافية وفنية بعنوان.. علي ماهر (عذوبة لحن)..، وهو العنوان الذي حمله أيضاً الذي اعده أصدقاء دار حسن الفقيه حسن بالمناسبة وأهدوا نسخه لضيوف امسيتهم، وقد استُهِل بمدخل تحدث عن الموسيقار وابداعه الموسيقي وأثره في الوجدان والذائقة الليبيين، ثم حوار مع الفنان المحتفى به تناول محطات عديدة في مسيرته الفنية وتحدث عن بعض الحانه والطروف أحاطت بنشأتها، تبع ذلك فصل بعنوان (قراءات في التجربة الغنائية والموسيقية للفنان علي ماهر) بدأ بمصافحة للفنان علي ماهر بقلم الكاتب الأستاذ يوسف الشريف، كتب الاستاذ ابراهيم حميدان.. الموسيقار علي ماهر ملامح التجديد في الأغنية الليبية.. والاستاذ خالد الديب.. أنا وعلي ماهر.. وتضمن الكتاب مقالاً كتبه الناقد المرحوم سليمان كشلاف بعنوان.. علي ماهر الولد الشقي، وكتب الاستاذ رمضان سليم.. علي ماهر من نجاح إلى آخر.. مصطفى القعود.. الموسيقار علي ماهر عندما تغرد العنادل.. ثم ناصر المقرحي.. ثلاثة عباقرة.. لتأتي بعد ذلك كلمات بعض الاعمال الغنائية التي لحنها علي ماهر، والتي تضمن بعضها ايضاً القرص الذي الذي قدمته إذاعة طرابلس المحلية مساهمة منها في الاحتفاء بالمبدع الكبير.
بدأت الأمسية التي أدارها الأستاذ عبدالمنعم سبيطه في موعدها المعلن بورقتين أعد أولاهما الاستاذ مفتاح سويسي وأعد الثانية الأستاذ أحمد عزيز، وقد تكاملت محتوياتهما بحيث قدمتا فكرة ضافية عن تاريخ الغناء والموسيقى في ليبيا وتتبعتا نشؤ ذلك الفن منذ القرن التاسع عشر وذكرتا اسماء فنانين أسهموا في قيامه وفي رسوخه ووسمه بسمات الانسان الليبي وبيئته وخصوصيته، وتطرقتا إلى المناهل الفنية والموسيقية خصوصا التي نهل منها الفنان علي ماهر وتركت آثارها في نفسه وتكوينه الفني وفي ابداعه.
وقبل أن تبدأ الفقرة الغنائية كرم أصدقاء دار حسن الفقيه حسن الموسيقار علي ماهر، ثم قدم الفنان المطرب محمد ابوجراد أغنية المرحوم المطرب خالد سعيد.. طوالي مروح طوالي.. التي كتبها مسعود القبلاوي ولحنها علي ماهر، ثم قدم الفنان لطفي العارف اغنيته.. حنيت.. وهي كذلك من كلمات مسعود القبلاوي والحان علي ماهر، وغنى مصطفى طالب أغنيته.. ننسى.. التي كتبها عبدالسلام زقلام ولحنها علي ماهر، ثم الفنان مراد اسكندر في اغنيته.. ودي نقي، وعاد المطرب محمد ابوجراد لينشد قصيدة.. بلد الطيوب.. التي كتب كلماتها شاعر الشباب المرحوم علي صدقي عبدالقادر ولحنها علي ماهر وأعداها المرحوم محمود كريم لتتربى عليها أجيال من الليبيين.
هكذا احتفى عشاق الحياة بمبدع ساهم في صياغة وجدانهم وذائقتهم، فنان هو.. مثلما وصفه الاستاذ يوسف الشريف (من الأسماء التي استطاعت أن تعبر عن الوجدان الليبي بتلقائية شفيفة، تجعلك تؤمن بأن الحياة جديرة بأن تعاش، وجديرة بأن تدافع عنها).
__________
نشر بموقع ليبيا المستقبل