حامد الصالحين شاوش
أليس غريبًا
بعد كل هذا الغياب
أن يكون حضوري
بدايته سؤال..؟
أيعقل بعد أن وجدت الأمل في الحياة
صار الجميع يفتقدني
الأصدقاء
جاري في المنزل المقابل
عامل النظافة
سائق الأجرة
بائع السجائر
قلمي وطاولتي
بؤسي وألمي
منفضة سجائري
وحتى عزلتي
فالجميع يسألني عني
إلا أمي…
أمي التي في كل صباح
أراها تبتسم وهي تقول لي:
كل صباحي وأنت بهذا النور
لأتساءل من أين آتى
كل هذا النور؟..
ألقي النظر بوجهي في المرآه
أقلبه ذات الشمال وذات اليمين
فلا أرى غير وجهك
ليبتسم كلي له…!
خلف مقود سيارتي
تستقبلني الشوارع في هذا الصباح
كأنها تبتسم
بكل أعمدة الإنارة فيها
كل الأرصفة
الخطوط على الطرقات
إشارات المرور
وحتى أنا
جميعنا عدنا
لطرح ذات السؤال
لأجد وأنا في زحمة عملي
وعلى كرسي مكتبي
أن تلك المرآة
قد اكتفت بالإجابة
مرددًا اسمك
بابتسامة عادت إليها الحياة…!