طيوب عربية

من تلميذة

فريدة عدنان | المغرب

من أعمال التشكيلية والمصورة أماني محمد

تداعبني هذا المساء المائس حروف من رخام تلاعب بياض صفحتي وتسائلني موجا من عطر التحيات أترى كيف حالك؟ ما ذا فعل الزمان بك؟ هل يذكرك آيار بكلمات طالما ترددت على مسامعك بعد أن لامست حنايا قلبي الصغير وأنا تلميذة تدرس عندك بالصف؟

كلمات كانت تفيض براءة وصدقا وتشع أملا وفخرا، وأنت تحمل عني حقيبتي، لأنها كانت أكبر مني بابتسامة لا زالت ترافقني حتى اليوم، وأنا أقف في منتصف العمر كشهر آيار بين فصلي الربيع والصيف، وأبدع في انتقاء كلماتي إليك كما تبدع العصافير في ابتكار معزوفات عذبة، تليق بجمال الربيع الذي تتفتح فيه الرياحين والأزهار على ضوء نور الشمس الذهبية.

كما تفتحت زهرة عمري على يديك بعدما أنرت لي الطريق، وعلمتني كيف أشقه وحدي وأمضي في دهاليز الحياة وأنا أحمل محفظة على مقاس كتفي. ويعود بي الحنين إلى المدرسة والصف…  عندما يشتد ظلام ليلي وأهفو إلى الحديث معك، كما كنت أفعل كلما استعصت علي المسائل.

فأنا اليوم لا أستطيع الوصول إليك، فقد استنزفت طاقتي في البحث عنك لكني لن أكلَّ ولن أمل، فأنت من زرعت في روحي حب المثابرة والتشبث بالأمل، وسأظل أكتب إليك وأبعث لقلبك السلام وحقولا على مد البصر من الأشواق، وسمفونية عزفتها عصافير الصباح والمساء تتغنى باسمك المنقوش على جدار قلبي، إلى أن يحين موعد اللقاء سأذكرك حينها أني أنا تلك الفتاة التي كانت تجلب الحليب كل صباح، وأنت تنتظرني بوزرتك البيضاء وتقول لي: أنت يا فتاة بارعة بالحساب.

وإلى ذلك الغد حيث اللقاء، أضع حرفي الأخير رهين الشوق معتقا بأجمل الأمنيات، فأنت ومثلك من صنع ذلك الزمن الجميل الذي نحِنّ إليه.

مقالات ذات علاقة

كتاب جديد يوثق لأعمال مؤتمر حول الأسرى الفلسطينيين

المشرف العام

قمم الأشجار باتجاه السماء

آكد الجبوري (العراق)

مديح ظل العاشق برهانه

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق