* فتحي نصيب، كاتب وناقد وصحفي ومحاور جيد، ما جدوى الكتابة في زمن ترتفع فيه لغة وأصوات الجرافات والقاذفات في مدننا العربية، ويمتهن إنسانها أمام سمع الكلمات واللوحات والإيقاعات؟ بل كل المنابر؟
– أقول وبكل مرارة أننا نعيش عالماً لا واقعياً، يعجز حتى كتاب الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية عن تخيله أو تصوره. واقعنا العربي “سريالي” بامتياز؛ فعلى الصعيد العربي – العربي، غابت لغة الحوار سياسيا وثقافيا، ولم يعد العربي يسمع أخاه، داخل البلد الواحد وبين قطر وآخر. وعلى الصعيد العربي – الخارجي، انقسم العرب بين تابع للهيمنة بكل أبعادها وبين رافض لها. والنتيجة العملية ما يحدث في فلسطين والعراق وغيرهما ينتظر دوره على القائمة.
لقد تساءل “سارتر” يوما عن جدوى الكتابة في عالم يتضور جوعاً، وأضيف ما جدوى الكتابة في واقع يرتفع فيه أزيز الطائرات ولعلعة الرصاص وتنتشر فيه الأمية الأبجدية والثقافية ويشيخ فيه الأطفال قبل سن الرشد؟ إن العالم من حولنا في آسيا وأمريكا اللاتينية يشد الرحال نحو مصاف الدول المتقدمة ونحن من محيطنا إلى خليجنا نتراجع بانتظام وإصرار غريب نحو الخلف؟ هل تعلم أن جزيرة “مالديف” سوف تصنف في عام 2012 من ضمن الدول المتقدمة؟ لم تعد دول آسيا كما كانت، ففي خلال مدة وجيزة أصبحت من “النمور”، وكذلك الحال فيما كانت تسمى “بجمهوريات الموز” أو حديقة أمريكا الخلفية. واقعنا بائس، ولا استغرب إذا استمر المنوال على ما هو عليه أن نوضع إلى جانب الدنياصورات المنقرضة في متاحف العالم.
* هل يمكن أن نسمي هذا العصر.. عصر الهزال الثقافي، لماذا صارت الثقافة هزيلة وإعلانية وشكلية؟
– ما أسباب هذا الهزال؟ أين الثقافة التي كانت تفعل فعل الرغيف والطعنة والرصاصة؟- أولاً إجابتي السابقة تحمل إجابة عن سؤالك، وثانياً أنا ضد تضخيم دور الثقافة والمثقف، فإذا كانت الكلمة رصاصة كما تقول فإن ذلك يستدعي أن تستخدم الرصاصة لقمع الكلمة، وأنا ضد لغة الرصاص بأي حال من الأحوال.
وثالثاً أن الكاتب والفنان مثل الطبيب والمهندس والعامل، أي أنه ينتج سلعة ثقافية مثل غيره من المنتجين، الاختلاف في الأداة فقط، كأن تكون اللغة أو الألوان أو الأصوات.. بمعنى آخر أنا –شخصيا- لا أعرف ولم أسمع عن رواية أطاحت بنظام سياسي، أو قصيدة دفعت بلداً إلى أتباع سياسة رأسمالية أو اشتراكية، أو مسرحية حققت توزيعاً عادلاً في الثروة.. إن هذه التغيرات تحتاج إلى عشرات الشروط التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، بعضها داخلي وبعضها إقليمي أو خارجي.. هناك تضخيم مبالغ فيه من قبل المثقفين أنفسهم وكذلك من قبل بعض الأنظمة لما يسمى بشريحة المثقفين ودورهم في قيادة المجتمعات.
إن المثقف – المبدع من وجهة نظري هو أحد صناع ضمير الأمة ولكنه ليس الأول وليس دوره هو المؤثر فقط.
أما فيما يتعلق بما أسميته “بعصر الهزال الثقافي” فأنا اتفق معك، فلم يعد أحد يقرأ كالسابق ولم يعد أحد يرتاد المسرح الراقي كما في الماضي، وربما يكون السبب وراء “هزال الثقافة” يكمن في جرأة البعض على اقتحام عالم الفكر والثقافة دون أن يمتلك الأدوات الحقيقية، فأصبحنا نقرأ ونسمع سخافات في القصة والشعر والرواية والمسرح الخ.. ليس لها علاقة بالأدب والفكر، إن الكتاب أو المسرحية أو الفلم الجيد الذي يمنحني متعة ويثير فيّ تساؤلات ويحفزني على إعادة النظر في الحياة ويثير بداخلي أسئلة عن الواقع المعاش ويمنحني القدرة على الحلم. وهذا غير متوفر في معظم الإنتاج الأدبي والفني السائد الآن.
* تكتب القصة القصيرة بجمال وشفافية، وبينك وبين كلماتك وقصصك يلاحظ القارئ مودة كبيرة، هل تعيش قصصك، أم أنها تكون جاهزة –كما يعبر ماركيز- في ذهنك ومختمرة في رأسك؟
– سؤالك ملتبس وغامض، وسأجيب عنه كما أفهمه، صحيح أنني كغيري من كتاب القصة أو الشعر أعيش لحظات شفافة أثناء الكتابة وهناك ما أسميته بالمودة مع الكلمة، أو لنقل مع اللغة، أنا أعشق اللغة العربية، مفرداتها وظلالها وجمالياتها.. أقرأ بالإنجليزية والفرنسية ولكن متعتي الحقيقية هي القراءة بالعربية والكتابة بها.. أحاول في كتابتي للقصة أن أقدم متعة للقارئ من خلال اختيار المفردة والصورة والفكرة.. أنا لا أميل إلى المحسنات البديعية المعروفة في لغتنا، وأسعى إلى إنجاز جماليات أخرى لا تعتمد فقط على الجناس أو الكناية أو الاستعارة فقد يأتي الجمال من خلال تجاور كلمتين، أو من خلال استخدام مفردة تحمل أكثر من معنى، إن أسلوبي المفضل يكمن في استخدام لغة تبدو –ظاهريا- بسيطة ومباشرة، ولكنها –في العمق- تحيل إلى لغة أخرى وفكرة خفية، وقد يجد القارئ متعة في استبطان ما هو خفي، إنها لعبة الخفاء والتجلي إن شئت.
وفيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، لا أعتقد أن أي كاتب توجد لديه فكرة جاهزة وناجزة، من الصعب معرفة “كيمياء” الكتابة، وأنت شاعر وتفهم ذلك، وما أود قوله هو أن الكاتب تظهر لديه فكرة أثناء قراءة كتاب ما أو من خلال مشاهدة “فلم” سينمائي أو لقطة عابرة في الحياة اليومية، الفرق هنا بين الكاتب وغيره من الأفراد، إن الكاتب يملك إمكانية تحويل الجملة أو الصورة التي لاحظها إلى عمل فني، فهو يختار من بين عشرات الأفكار والصور، لقطة واحدة يعتقد أنها تمتلك قوة أو طاقة تحول إلى عمل فني، ثم تبدأ عملية اختيار الأسلوب الأمثل لصياغتها، وبعدها يشرع في الكتابة وتأتي أخيراً مرحلة التنقيح والحذف والإضافة الخ..
وبالمناسبة فإنني أحب “ماركيز” وقرأت معظم ما كتب، وهو لا يقول بوجود الفكرة الجاهزة في الذهن بل إنه يبدأ الكتابة من خلال صورة يراها ومن ثم تحفزه على الكتابة منطلقاً من هذه الصورة، ولعلك تقصد أنه قال أن “مائة عام من العزلة” ظلت في ذهنه لأكثر من خمسة عشر عاماً، هذا صحيح، ولكنه كان مشغولاً بأعمال أخرى ككتابة سيناريوهات الأفلام كي يعيش من دخلها، وحين سنح له الوقت شرع بكتابة “مائة عام..”، وإذا قرأت الرواية تشعر أنه بدأ من خلال تصور مدينة “ماكوندو” ولخص من خلالها تجربة أمريكا اللاتينية في محاربة الفقر والاستبداد من خلال تراكم التجارب التي مرت بها هذه الشعوب وخاصة “كولومبيا”.
هناك فرق بين وجود فكرة جاهزة مسبقاً وبين التأثر بالواقع اليومي والمعاش ثم التعبير عنه فنياً وأدبياً، وأعتقد أنك تقصد هذا المعنى.
* هل أجابت قصصك على أسئلتك، بل أسئلة من تعيش معهم، أليست الكلمة منجم أسئلة؟
– قل كيف تصف للقارئ علاقتك بالحرف، بالكلمة.. أعني حيث تزلزل قدميك بعواصفها.. وتقلق دواخلك في براكينها؟- سبق أن أجبت عن علاقتي بالكلمة والمفردة، القصة عندي تساؤل، ويعتمد نجاح القصة على نقل هذا التساؤل للقارئ، فإذا جعلته يعيد قراءة نصي، أو إذا جعلته يفكر ويتساءل فور قراءة القصة فإنني أعد نفسي ناجحاً قصصياً. وهذا ما أحاوله وأسعى إليه، وبشهادة الذين قرءوا لي قالوا أنني قد أثرت فيهم فكرة أو تساؤلاً ما.
اللعبة الفنية –كما أتصورها- تكمن في أن أقدم قصة تبدو وكأنها حدثت بالفعل، في حين أن كل قصصي هي نتاج المخيلة، الفن هو تحويل “الوهم” إلى “واقع”. صحيح أنه لا أحد تقريباً ينطلق من لاشيء، إلا أن المعادلة هي كالآتي: واقع معاش أو تجربة حياتية –وهم أو خيال- واقع فني.
ما أسعى إليه هو تصعيد لحظة عابرة –يراها العشرات غيري غير ذات أهمية- إلى صورة جمالية وكأنها حدثت كواقعة حقيقية. وبالمناسبة أقول لك أن الكثيرين من الأصدقاء حين يقرئون قصصي يقولون لي: أن هذه حكايات حدثت وأنت نقلتها لنا كما هي، في البداية كنت أغضب أو أحزن ولكن بعد تأمل طويل اكتشفت أنني قد نجحت بكتابة قصة جيدة، أي وصلت إلى تلك النقطة التي يعتقد معها القارئ أنه يقرأ حادثة حقيقية، أي وقعت بالفعل، في حين أنها من خيالي ولم تحدث قط، وهذا يعني أن القارئ اقتنع تماماً بواقعية ما قرأ، أي أنه صدق الوهم الذي رويته له، وإذا طالعت الأعمال الفنية الكبرى “كالأخوة كرامازوف” أو “هاملت” أو “مائة عام من العزلة” أو “العطر” أو “اسمي أحمر”، تكتشف أنك تقرأ عن أماكن وشخصيات وأحداث حقيقية، أو أنها أكثر واقعية من الواقع المعاش، في حين أن كتاب هذه الأعمال كتبوا من خلال الخيال ونسج الوهم ورواية اللاواقع وسرد اللامرئي وحكي غير المتعين.
إنها لعبة تشبه المرايا المتعددة التي توجد في “السيرك”، حيث ترى صورتك منعكسة في عشرات المرايا، وكلما أردت الخروج تكتشف أنك اصطدمت بصورتك فتعيد البحث من جديد وقد لا تخرج إلا بصعوبة كما حدث لي في أحد المرات، فما تعتقده حقيقياً يتجلى عن سراب وهكذا..
* هل أنصفك النقد؟ كيف تنظر إلى من ينتقد قصصك سلباً أم إيجاباً؟
– إذا كنت تقصد من ينتقدني فهذا يحيل إلى معنى سلبي بالتأكيد لأن هناك فرق بين النقد والانتقاد. وإذا قصدت النقد أقول لك بصراحة: لقد أنصفني النقاد العرب، فقد كتب عني نقد في مصر والعراق والجزائر وفرنسا، وأذكر على سبيل المثال أن الناقدة العراقية “لطيفة الدليمي” قرأتني نقدياً وأشادت بأعمالي المبكرة.
أما فيما يخص النقاد من ليبيا –وأقول نقاد تجاوزاً- فأعتقد أنه لا يوجد نقاد حقيقيون عندنا.. فمعظمهم له حسابات تخضع لمعايير أخرى ليس النقد والقراءة النقدية من بينها، ليس معي فقط ولكن تجاه معظم المبدعين الليبيين من جيلي أو الجيل التالي.
أقول لك ما قلته في لقاء سابق لي مع صحيفة مصرية: أن قطار الإبداع الليبي يسير بقوة الطاقة الكهربائية، في حين أن “النقد” يسير بالطاقة البخارية، عندنا أسماء كبيرة ومهمة قصصياً وشعرياً وروائياً من جيل السبعينيات وما بعدها ولكن –وبكل الصدق- لا يوجد من حاول قراءتهم نقدياً، من جهتي كتبت نقداً عن هؤلاء المبدعين ولكن نحن نحتاج إلى صحوة من مثقفينا وكتابنا لكي يقرؤوا الأدب الليبي بحب وليس بدافع الحسابات والمحسوبية، وأعتقد أن معظم المبدعين الليبيين يتفقون معي في هذا الرأي.
* من يعجبك من النقاد الليبيين والعرب والغرب.. هل تثق بالأصابع الناقدة؟ وأي من الكتب شحذ ذاكرتك وحمل الماء والشمس إلى موهبتك؟
– لا يتعلق الأمر بالإعجاب هنا، النقد عمل جاد، وكتابة حول كتابة وما أصعب الكلام على الكلام كما يقال.. اقرأ مثلا ما كتبه “كارلوس بيكر” عن “همنجواي” أو “جينت” عن “مارسيل بروست”.. تشعر أنك أمام نقاد كبار بذلوا جهداً يوازي إن لم يكن أكبر من جهد الكاتب نفسه وأسألك أنا: هل هناك ناقد ليبي واحد في قامة ومستوى هؤلاء؟.
ونتيجة لغياب النقاد المتخصصون فقد لجأ المبدعون أنفسهم إلى مناوشة الكتابة النقدية لشعورهم بعدم وجود نقاد، مثلما فعل “محمد الفقيه صالح” و”مفتاح العماري” و”سالم العبار” وخليفة حسن مصطفى ..فهم بالأساس شعراء وقصاصون.. وأشيد بتجارب نقدية أخرى ومعظمها من الأجيال الحديثة مثل: رامز النويصري وعبدالحكيم المالكي والفيتوري وحواء القمودي وآخرون لا تحضرني أسماءهم الآن.. إلا أن ليبيا تعاني من فقر حاد من النقاد المتخصصين في الرواية أو المسرح أو الشعر كما نجده في دول أخرى كمصر أو المغرب أو العراق مثلاً.
* إلى أي مدى تأثرت بالشعر؟ ومن من الشعراء مازلت تحب قراءته؟
– على الصعيد العربي أحب ولازلت اقرأ الشعر الذي سبق ظهور الإسلام ولا أسميه شعراً جاهلياً، أجد متعة عندما اقرأ معلقة “طرفة بن العبد” أو “عنترة” أو “عمرو بن كلثوم” مثلاً، فأجد فيها فخامة الكلمة وجزالة المفردة وجمال التصوير، وقوة السبك، والتساؤلات الوجودية والوجدانية، وزخارف اللفظ، ومتعة الاكتشاف في كل قراءة لهؤلاء العباقرة، لا أحب “المتنبي”، هو شاعر ولاشك، محترف بمعنى الكلمة، ولكن هل المتنبي هو الذي مدح “كافوراً” ووضعه إلى جانب القمر، أم هو الذي خسفه خسفاً ومسح به الأرض؟ “أبوفراس الحمداني” كان صادقاً مع نفسه، اقرأ “رومياته” حين كان أسيراً عند الروم؟
في العصر الحديث أحب كثيراً “السياب” لأنه –بحياته وشعره- اختصر معظم تجارب الشعر والشعراء العرب. حياته مأساة وموته مأساة وشعره يختزل التاريخ الشعري العربي في تجاربه المختلفة، أيضاً “أمل دنقل” ومحاولته الجريئة في توظيف النثر اليومي وعناصر الحكاية في شعره، على الصعيد الليبي اقرأ للرقيعي وعلي صدقي عبدالقادر والجيلاني طريبشان ومعظم الأصوات الجديدة ومن الصعب أن أسرد قائمة بهم، وعالمياً أحب قراءة “سان جون بيرس” و”كمنجز” أن الشرط الأساسي –لي- هو التميز، أي أعجب واقرأ لكل شاعر يختلف عن غيره من الشعراء وهؤلاء لا يتكرر ون إلا كل عشرات السنين.
* كيف تقيم الفضاء الثقافي العربي، وكيف برأيك يمكن تكوين هوية ثقافية متميزة قادرة على إثبات حقنا في الوجود والحرية والإبداع والحياة؟
– لا أعتقد أنني بحجم من يقدر على تقييم أو “تقويم” الفضاء الثقافي العربي، وبكل تواضع أقول لك أن الثقافة العربية في حالة مخاض، إما أن تسفر عن ولادة حقيقية وإما أن تصاب بإجهاض، وأسباب ذلك أن الثقافة مؤشر على الحياة العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أي أنها تصعد وتنخفض وفق الاشتراطات التاريخية والجغرافية، قد توجد –تاريخيا- استثناءات كظاهرة “ابن خلدون” مثلاً ولكنها تؤكد القاعدة فالنهضة تشمل كل الظواهر والسقوط كذلك.. أن حقنا في الوجود والحرية والإبداع والحياة يجب أن نثبته على الصعيد العربي أولاً كي نستطيع فرضه على العالم من بعد ذلك.
* ماذا تقرأ هذه الأيام ولمن؟ والكتاب الذي يقودك إليه دائماً؟ من من الكتاب الذي يستفزك؟ ما جديدك؟
– انتهيت من قراءة رواية “العطر” وأعيد قراءة كتاب أمريكا اللاتينية، رواية وقصة، واقرأ رواية “الحرافيش” لنجيب محفوظ وهي بنظري أهم أعمال نجيب ولم تنل حقها من النقد.. والكتاب الذين اقرأهم دائماً هم كتاب الواقعية السحرية من أمريكا اللاتينية الذين علموا الكتاب الأوروبيين كيف يكتبون الرواية والقصة.
جديدي: بصدد كتاب يحتوي مقالاتي النقدية ولدي مجموعة قصصية أخرى وأعد برنامجاً للإذاعة.
أشكر لك اهتمامك وأحيي فيك عمق أسئلتك وليكن شعارنا معاً أن أجمل الأيام هي التي لم نعشها بعد، وربما لن نعيشها أبداً.
تعليق واحد
حوار جميل ..خفيف وخالي من النرجسيّة ..تلك الخصيصة الليبية بامتياز