(قورينا الجديدة)-الشمس كظاهرة كونية تبقى مشرقية، لكن زلزال الثورات جاء مغربيا، ومنذ أن زحفت الجيوش العربية باتجاه شمالي أفريقيا وعبرت بعدها نحو الأندلس ، حيث قامت حضارة باذخة استمرت قرونا، ثم ترهلت فدب فيها الفناء وصارت لقمة سائغة لملوك قشتالة، توالت على شمالي أفريقيا ــ الذي بقى بمكوناته المختلفة إسلامي العقيدة عربي اللسان ــ سلطات من غير أهله. من الحكم العثماني إلى الاستعمار الغربي إلى الحكام عتاة من طينته في قمعه وإذلاله…
بهذه الكلمات استهل الشاعر القدير راشد الزبير السنوسي مقدمة ديوانه غير القصيرة، يبين فيه مدى تأثره بثورة 17 فبراير التي أعطت لقلمه فسحة يخط به ما جاء محملا من خياله الخصب في عالم الشعر السحري.
ربيع فبراير.. اسم أطلقه الزبير على ديوانه الشعري الجديد الذي صدر مطلع هذا العام عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني.. الذي تقع قصائده الـ (83) في قرابة الـ (130) صفحة.
وقد جعل الشاعر جل قصائد ديوانه “ربيع فبراير” تعكس كل حالات الانفعال والحب والسياسة والإقدام الثوري المنبثقة من الشعب الليبي حين انطلقت ثورة 17 فبراير، وقد وقع الشاعر في مستهل كل قصيدة إهداء إلى رموز نضالية لها دور بارز في هذه الثورة.
