الطيوب
خلال مشاركتها بمعرض القاهرة للكتاب في دورته الأخيرة، أعلنت دار الفرجاني عن آخر إصداراتها والمتمثلة في كتابين يتناولان التاريخ الليبي الحديث. من جانبين مختلفين.
الكتاب الأول جاء بعنوان (كتاب المنفى الذهبي – بالبو في ليبيا (أضواء وظلال) للدكتور مصطفى رجب يونس، الأستاذ المساعد في التاريخ السياسي والاجتماعي المعاصر، جامعة طرابلس. قدم للكتاب الدكتور أندريا بارافيللي؛ أستاذ مشارك في التاريخ المعاصر، قسم العلوم الإنسانية، جامعة فيرارا ـ إيطاليا.
والكتاب يسلط الضوء على شخصية ايتالو بالبو وفترة حكمه في ليبيا؛ من عام 1934 إلى عام 1940م، أي منذ توليه زمام الأمور كحاكم للمستعمرة الإيطالية إلى وفاته في سماء طبرق. تقوم هذه الدراسة بتحليل مهمة الحاكم الإيطالي في الأراضي الليبية: خصائصها، ومظهرها، وأغراضها، وتناقضاتها؛ حيث لا تزال آراء المؤرخين متضاربة حول دور هذه الشخصية ووزنها وإرثها، بينما يظل الحكم مثيراً للجدل.
الكتاب الثاني بعنوان (السنوسيون في برقة) للباحث ا.ا.إيفانز بريتشارد، ونقله على العربية عمر الديراوي أبوحجلة. وكما هو واضح من عنوان الكتاب، فغنه يركز على تاريخ الطريقة السنوسية وانتشارها بين قبائل البدو في ليبيا.
بل إن الكتاب يتخذ من العام 1843م تاريخ تأسيس السنوسي الكبير زاويته الأولى في هضبة برقة، نقطة انطلاقته في تتبع لتاريخ هذه الطريقة؛ حيث يوضح في مقدمة الكتاب: (وكذلك لم يكن هدفي تقديم صورة مستوعبة لأي من الطريقة السنوسية أو القبائل البدوية، وإنما قصرت وصفي لكلتيهما على الحد الذي رأيته ضرورياً لتيسير فهم التطور السياسي للطريقة التي نشأت عن اجتماعها. ويعرف سنوسيُّو برقة وغيرها بهذا الاسم لأنهم يتمسكون بالطريقة السنوسية الاسلامية، التي أخدت اسمها من مؤسسها السيد محمد بن علي السنوسي ثم وجهها أحفاده. ولذا، تراني قد وصفت باقتضاب طبيعة طريقة إسلامية، وكيف تأسست هذه الطريقة المعنية، ثم انتشرتْ بعد ذلك).