وردة بالحاج رحومة (تونس)
الآن…على نافذة غرفتي أترشف قهوتي التي أدمنت عليها منذ سنين، تأملت في السماء، وفي ذهني أمل التفوق. المعهد العالي للعلوم الانسانية بمدنين؛ نقطة انطلاق لمسيرتي الجامعية، أول خطوة داخل المعهد أحسست فيها بأني سجينة بين قضبان ولا أعلم أين المفر، قررت المغادرة والدراسة في مكان أخر لكن فجأة ارتابنى شعور بأنه لا يجب على المغادرة، فهذا المكان سيكون نقطة النجاح وفعلا تغيرت..
نعم نشأت من جديد تحولت من تلك الإنسانة المنعزلة إلى هذه الفتاة الاجتماعية، من الشابة الصامتة الى البنت التي تستطيع أن تتكلم في شتى المواضيع.
الفترة الاولى التي شعرت فيها أني وحيدة تعرفت فيها عن مختلف الأصدقاء من كافة الولايات، تعلمت حينها أنه يجب عليا تقبل الآخر مهما اختلف عني، فالتنوع مكسب لثراء المجتمع وتطور العلاقات.
مرت الايام بحلوها ومرها تعلمت بأنه يجب عليا أن أقود الأيام وليست الأيام التي تقودوني لأني فعلا أستطيع أن أغير نفسي وأيامى إلى الأفضل. اقتربت أوقات الفروض واشتد الخوف داخلي وتزعزع كياني وخطر في ذهني سؤال هل بإمكاني النجاح؟
لاحظت انى أشرب كؤوسا من القهوة وأنا جالسة بجانب النافذة دون أن أفعل شيء، أفكر دون جدوى وعرفت أن التفكير وحده لن يحفزني لتحقيق التفوق، قلت في نفسي: قفي وسيكون النجاح حليفك هذه السنة.
شرعت في الدراسة ومرت أيام دون نوم بعيدا عن هاتفي وأصحابي، لكنى أدركت أن حجم التعب الذي بذلته سيحقق لي لحظة الفرح بسماع خبر نجاحي، ولا شك في هذه المرحلة هناك من أحبنا وهناك من أزعجهم وجودنا، استوعبت حينها كيف أرمى التعاليق عرض الحائط مادامت تحد من وجودي وسعادتي وتفوقي.
مرت مدة الامتحانات بسهلها وصعبها وبدأت فترة استرجاع الأوراق، طبعا تتراوح الأعداد بين الجيدة والسيئة وجاء اليوم المصيري، وقت إعلان النتيجة ارتعشت يداي من الخوف وفتحت هاتفي وأخذت بالقراءة كلمة كلمة وبتمعن نعم وجدت أني نجحت، حققت خطوة أخري نحو التميز.
الارتقاء إلى السنة الثانية: اختصاص آداب ولغة وحضارة عربية، أيقنت أن الطريق الذي أسير فيه هو المسار الصحيح وعرفت أن لحظة النجاح أمر يستحق التعب والسهر وابتعاد عن الأصحاب وتعلمت أن أقدم شكري وامتناني لكل من علمني حرفا وكان سندا لي فيما أنا عليه الآن،
النجاح شمعة مضيئة في الحياة فعش حياتك واجعل طريقك مقيد فقط بشرع الله واحترم ذاتك وقف لتقول: نعم أستطيع تحقيق نجاحي.. وطموحي.. و سعادتي…و فرحة أحبتي